“الأرقام شيء والواقع شيء آخر”.. تصريح زوجة الجواهري يثير الجدل حول غلاء الأسعار

أثار تصريح والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نقل عن زوجته انتقادها للأرقام الرسمية المتعلقة بالوضعية الاقتصادية ونسب التضخم.

وقال الجواهري في حديثه: “المدام عندي كاتگولي يلاه معايا للسوق تشوف دوك الأرقام لي كاتقولوها ماعندها علاقة بالواقع”.

هذا التصريح، الذي نقله الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي عبر تدوينة على حسابه الفيسبوكي، فتح الباب أمام سيل من التعليقات المنتقدة للوضع الاقتصادي،حيث تساءل كثيرون عن استمرار ارتفاع الأسعار رغم تطمينات الحكومة والجهات الرسمية.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل

تفاعل العديد من النشطاء مع التصريح، معتبرين أنه يعكس الفجوة بين التقارير الرسمية وواقع المواطنين، حيث كتب أحدهم: “هذه المرأة المحترمة عبرت عما يفكر فيه الجميع”، بينما اعتبر آخر أنها “نسفت كل التطبيل الذي تقوم به بعض الجهات”.

في حين رأى البعض أن تصريح الجواهري قد يكون رسالة ضمنية موجهة لرئيس الحكومة ووزرائه، داعيا إياهم إلى النزول إلى أرض الواقع بدل الاكتفاء بالأرقام والنظريات.

لم تخل التعليقات أيضا من السخرية، حيث علق أحدهم: “جبر الخواطر… اللي كايشد السميك شنو غادي تقوليه الزوجة ديالو؟ يلاه معايا للسوق ولا يلاه معايا للمحكمة؟”، في إشارة إلى تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر ذات الدخل المحدود.

غلاء الأسعار رغم التطمينات

لم يقتصر الجدل على تصريح الجواهري، بل امتد إلى قضايا اقتصادية أخرى، حيث أشار البعض إلى التناقض في الأسواق،إذ كتب أحدهم: “صاحب الجلالة ألغى عيد الأضحى تخفيفا عن المواطن، وأثمنة الأغنام تراجعت بـ50%،بينما أسعار اللحوم لم تنخفض! وأسعار البترول في أدنى مستوياتها،لكن محطات الوقود بالكاد خفضت بضعة سنتيمات”.

كما انتقد آخرون انفصال المسؤولين عن الواقع اليومي للمواطنين، حيث علق أحدهم: “ما يمكنش للسياسي أو المكلف بتدبير الشأن العام يبقى ساد عليه فالبيرو ويتسنى الأرقام والتقارير تطلع ليه،خاصو ينزل مرة مرة للميدان ويبني تصور خاص به”.

فجوة متزايدة بين الأرقام والواقع

يظهر هذا الجدل اتساع الهوة بين الأرقام الرسمية وما يعيشه المواطنون يوميا،حيث يؤكد العديد من المغاربة أنهم لا يلمسون أي تحسن في قدرتهم الشرائية رغم تصريحات الحكومة،ما يعزز الشعور بعدم الثقة في السياسات الاقتصادية المتبعة.فهل ستدفع هذه الانتقادات الحكومة إلى مراجعة استراتيجياتها،أم أن الفجوة ستستمر في الاتساع؟.