أخبارالرئيسيةفي الصميم

لا مستقبل للإنفصاليين ولا مجال للإنفصال

نحن في المغرب يا عزيز ي لا نعادي المخلصين لوطنهم ولمواطنيهم ، وسنبقى كذلك ، ولن نكون لا مع الخونة ولا مع الإنفصاليين ،لا في الجزائر ولا في غيرها . يخطئ قادة الجزائر إذا ظنوا أنهم بتعبئتهم لثلة من الخونة المارقين سينجحون في خلق حركة إنفصالية مغربية جديدة ، بعد إندحار الحركة الإنفصالية الصحراوية التي لم تجد لها مكانا تقيم فيه سوى صحراء الحمادة بالجزائر ، حيث يتيه كيانها المختلق من العدم . وما أدركوا أن ما خلق من عدم لن يكون مصيره سوى العدم .

بقلم:عبدالسلام البوسرغيني

ولن يكون في بلادنا مستقبل للإنفصاليين ولا مجال للإنفصال ، وعلى غرار ما حصل في كثير من جهات العالم .
فإذن أين هي اليوم الحركة الإنفصالية التي شغلت الناس وروعتهم في العراق وتركيا ، رغم كونها متجذرة عبر أراضي الشعب الكردي الممزق بين الدول في الشرق الأوسط من تركيا إلى العراق إلى إيران ؟
لقد قبل الأكراد العراقيون حل الحكم الذاتي رغم كون عددهم يتجاوز خمسة ملايين نسمة ، وتخلوا عن النضال المسلح الذي سقط من أيديهم عندما تخلى عنهم شاه إيران بعد أن إستغلهم في الصراع الإقليمي بين إيران والعراق .

أفلا يكون قبول الأكراد العراقيين الحكم الذاتي الذي نجح إلى حد كبير في عودة الأمن إلى شمال العراق ، مثالا للحركات الإنفصالية لتجنح إلى السلام وتبحث عن إسعاد الناس عوض ترويعهم.

وأين هي حركة الباسك الإسبانية التي تسببت في كثير من المآسي لإختيارها الإرهاب كأسلوب للنضال ؟ الواقع أن مصيرها لم يكن ليختلف عن مصير سابقاتها ، فكان مصيرها الأندثار لأنها لم تجد من يوظفها في أي صراع ، كما حصل في منطقتنا المغاربية ، حيث تعمد قادة الجزائر تحويل حركة البوليساريو التي كانت تستهدف تحرير الأرض المغربية إلى حركة إنفصالية ، لإستغلالها في الصراع الذي فتحوه ضد المغرب ، بعد فشلهم في التآمر مع الإستعماريين الأسبان في خلق كيان صحراوي .

وأين هي حركة بيافرا النيجيرية التي لم تعمر أمام صرامة النظام في محاربتها ؟
وماذا كان مصير محاولات الكطلانيين الأسبان ، مستغلين الحكم الذاتي الذي تتمتع به منطقتهم ، عندما تجرأت حكومتهم الإقليمية على تنظيم إستفتاء إستهدف فصل كطالونيا الغنية عن إسبانيا ؟ وهكذا ففي دولة ديمقراطية كإسبانيا كان تطبيق مقتضيات الدستور والخضوع الطوعي لها الوسيلة الناجعة لإحباط التآمر على الوحدة الوطنية الإسبانية ؟
ثم ماذا كانت عواقب ومضاعفات الإنفصال في السودان الذي تسبب فيه غلو الحركات الإسلامية التي إستولت على الحكم في البلاد ، وأججت الصراع الديني مع الطائفة المسيحية ، فحدث أن وجد له مجالا لتفكيك دولة السودان ؟ وها هي بلاد النيلين لم تعرف إستتباب الأمن لا في شمالها ولا في جنوبها . ومن سخرية القدر أن الإنفصاليين السودانيين لم يجدوا لما نابهم من السودان إسما يتميز به عن شمال البلاد سوى وصفه بجمهورية جنوب السودان ، وكأنهم إقتدوا بالجزائريين الذين يصرون على تسمية الصحراء الأطلسية المغربية بموقعها الجغرافي في غرب شمال إفريقيا .

لن يعدم المرء ما يكفي من الحجج والبراهين على الفشل الذي كان مصير الحركات الإنفصاية في العالم . فهل يمكن أن يكون ذلك مصدر عظة لإخواننا الجزائريين ، ليجنبوا منطقتنا المغاربية مخاطر الصراع المزمن ويحدوا من ويلات ومساوئ مساعيهم لخلق حركة إنفصالية جديدة ، لا شك أنها ستكلفهم مزيدا من تبذير أموال الشعب الجزائري ، بعد كل ما بذروه على مدى عقود من ملايير الدولارات على الحركة الإنفصالية الصحراوية ومنذ سنة 1976 ؟.

قد تكون الجزائر مقبلة على حل البعض من المشاكل الخطيرة التي عانت منها خلال عقود من الزمن مع الصرامة التي تطبق بها اليوم القرارات . لكن إصرار قادتها على الصراع المزمن الذي يخوضونه ضد المغرب ويؤججونه كلما دعت حاجتهم المشبوهة إلى ذلك ، لن يساعدهم أبدا على العيش في سلام مع محيطهم والتعايش مع جيرانهم الأقربين غربا وجنوبا .
الدار البيضاء 19 مارس 2020

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تفقد أيضا
Close
Back to top button