أخبارالحكومةالرئيسيةتقارير وملفات

“جلباب أخنوش”.. لخبطة في التنسيق في ظل سياسات فاشلة للحكومة الثلاثية

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول لباس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش خلال زيارته للمدينة المنورة،إلى مادة دسمة للنقاش والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

فالرجل الذي لطالما وصف بأنه يفتقر إلى مهارات الخطابة والتواصل الفعال، وجد نفسه هذه المرة في قلب زوبعة بسبب اختياره لزي غير مألوف، أثار استغراب الكثيرين.

ظهور غير معتاد: الجلباب فوق السروال العصري!

ظهر رئيس الحكومة مرتديا جلبابا مغربيا تقليديا ، لكنه كان فوق سروال عصري، ومعه حذاء شبه رياضي وهي إطلالة لم يعتدها المغاربة، سواء داخل البلاد أو في زيارات رسمية بالخارج.

فالجلباب المغربي ليس مجرد لباس عادي، بل يحمل دلالات رمزية وثقافية خاصة حين يرتديه المسؤولون في مناسبات دينية أو رسمية، حيث ينظر إليه كجزء من هوية الدولة وهيبتها.

وقد جرت العادة أن يلتزم المسؤولون المغاربة، سواء كانوا ملوكا ، وزراء، سفراء أو شخصيات بارزة، بأعراف اللباس الرسمي عند تمثيل المغرب في محافل ذات طابع ديني أو دولي، إلا أن أخنوش على طريقته الخاصة،كسر هذه القاعدة بشكل غير متوقع، ما جعل الكثيرين يعتبرون ذلك “سوء تقدير” أكثر منه “تجديدا أو حرية شخصية”.

هل اللباس مجرد تفصيل؟

رغم أن البعض قد يرى أن النقاش حول اللباس مبالغ فيه، إلا أن آخرين يؤكدون أن لباس الشخصيات العامة ليس مجرد اختيار شخصي، بل هو رسالة بحد ذاته.

وعندما يتعلق الأمر بمسؤول حكومي يؤدي مناسك العمرة أو يقوم بزيارة رسمية، يصبح المظهر جزءا من بروتوكول غير مكتوب، يعكس احترام الهوية والتقاليد لا سيما في بلد كالمغرب حيث يشكل الزيّ التقليدي عنصرا أساسيا في التقاليد المخزنية والحياة العامة.

من لباس مرتبك في ظل سياسات مرتبكة؟

ما زاد من الجدل حول “جلباب أخنوش” هو أن الكثيرين لم يعودوا يفصلون بين تصرفاته الشخصية وأدائه السياسي. فالرجل الذي جاء إلى الحكومة محملا بوعود كبيرة، أصبح ينظر إليه اليوم على أنه “رئيس بلا بوصلة”،يدير حكومة تبدو في أعين العديد من المواطنين بلا هوية واضحة ولا رؤية محكمة .

وكما بدا مرتبكا في تدبير عدد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية، بدا مرتبكا حتى في لباسه التقليدي. فقد تخلى عن الخطاب السياسي التواصلي، تخلى عن تقديم حلول للأزمات المتزايدة، والآن يتهم بأنه تخلى حتى عن الرمزية التي كان يفترض أن يعكسها ظهوره الرسمي في الحرمين.

الصورة الرمزية لرئيس الحكومة

في نهاية المطاف،قد يكون الجدل حول لباس أخنوش عابرا ، لكن ما لن ينساه المغاربة هو أن لديهم رئيس حكومة لا يجيد حتى اختيار ما يرتديه في المناسبات الرسمية، فكيف له أن يجيد إدارة ملفات حيوية تمس حياة المواطنين اليومية؟

هذه الحادثة تكشف مرة أخرى أن الرموز، سواء كانت في الخطاب أو المظهر، تظل جزءا مهما من الصورة العامة لأي مسؤول، وأن أي خطأ في هذه التفاصيل قد يفسر على أنه علامة على ارتباك أكبر في تدبير شؤون البلاد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button