الحادي والعشرون من رمضان: عندما تلكأ المستعمر الإسباني في عودة طرفاية الرسمية إلى حظيرة الوطن

في فاتح أبريل 1958م، الموافق ليوم 11 رمضان 1377 هـ ستوقع المملكة المغربية اتفاق سينترا مع إسبانيا، وهي الإتفاقية التي تم بموجبها إيقاف ما عرف بحرب إفني، وتسليم إقليم طرفاية للمغرب يوم 10 أبريل من نفس السنة، بعدما ظل الإقليم خاضعا للحماية الإسبانية منذ بداية القرن العشرين.
وفي يوم 10 أبريل 1958م الموافق 20 رمضان 1377 هـ أعلن الملك محمد الخامس لشعبه أن إقليم طرفاية عاد للمغرب وخرج من السيطرة الإسبانية، وكلف ولي عهده آنذاك الأمير مولاي الحسن بمهمة قيادة وفد رسمي لزيارة المدينة واللقاء بأهلها والإشراف على تسلم مقاليد حكمها، وقال في خطاب ملكي بالمناسبة: “” لقد أنعم الله علينا نعمة جديدة ووفقنا لقطع شوط آخر في سبيل استكمال وحدتنا الترابية، إذ في نهار الغد سيقصد ولي عهدنا البار الأمير الحسن طرفاية، ليتسلم بالنيابة عنا مقاليد سلطة ذلك الإقليم الذي لن يرفرف على ربوعه بعد اليوم إلا العلم الوطني.
ولقد وصلنا إلى هذه النتيجة السارة بعد محادثات طويلة خاضت غمارها وزارة خارجيتنا مزودة بتعاليمنا ووصايانا، ومتذرعة بأقصى ما يمكن من الحكمة والرزانة حتى اعترفت الدولة الاسبانية بثبوت حقنا، فأمكن ضم تلك الجهة الشاسعة إلى حظيرة الوطن وتحقيق أماني طائفة من رعايانا الأوفياء، طالما حنت إلى جميع الشمل في ظل الوحدة والاستقلال.
لقد أكدنا مرات عديدة ومازلنا نؤكد، أن المغرب ليست له مقاصد في التوسع والسيطرة وإنما يتطلع إلى الأجزاء التي ظلت منه وإليه قرونا طوالا، ثم انتزعت منه في أحوال استثنائية أو بمقتضى أوفاق دبرت في الخفاء، وأن في رحيل أعيانها إلى الجزء المحرر من بلادنا وإبدائهم فروض الطاعة والولاء لجانبنا، لحجة بالغة على تعلقها بالقومية المغربية والافتخار بالانتماء إليها”.
لقد كان من المفترض أن يشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن على تسلم مدينة طرفاية من الاستعمار الإسباني يوم 11 أبريل 1958 الموافق لـ 21 رمضان 1377 هـ، تنفيذا لتعليمات جلالة المغفور له محمد الخامس، لكن هذا الأخير يقول جلالة الحسن الثاني رحمه الله، في كتاب التحدي، كان يجهل أن جنودنا المبعوثين للاستطلاع والاستعداد من أجل استلام هذا الجزء من الوطن كانت توجد محاصرة من قبل القوات الإسبانية، وأن خطوط الاتصالات كانت مقطوعة”، كان يغمرني شعور فياض -يقول جلالته- تجاه إقليم طرفاية، لأنه يكوّن مع الصحراء مهد لمتونة، مؤسسو الدولة المرابطية في القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد أكدت صحيفة لوموند في طبعتها الصادرة يوم 13 و 14 أبريل 1958 على أنه ليلة توقيع اتفاقية سينترا، ظهر خلاف كبير في وجهات نظر الطرفين، فبينما كانت مدريد ترى أن تسليم طرفاية سيكون التنازل الأخير من جهتها، كان المغرب يعتبر أن الاتفاق مجرد بداية لمسلسل استرجاع باقي الأقاليم الجنوبية، ولذلك أصر الملك محمد الخامس على إعطاء المناسبة طابعا رسميا من خلال تكليف ولي عهده بترأس مراسيم تسليم المدينة المحتلة آنذاك.
وأمام إصرار الملك محمد الخامس على إتمام الاتفاقية في موعدها، تم يوم 14 أبريل 1958 الموافق ل 24 رمضان المعظم 1377 التسليم الرسمي لمدينة طرفاية إلى المملكة المغربية وعودتها الميمونة إلى حظيرة الوطن.
دفاتر الصحراء المغربية – منشورات وزارة الاتصال.
دعوة الحق – منشورات وزارة الأوقاف.
ويكيبيديا.
لاماب.