تصاعد التوتر في غزة ولبنان.. قصف متواصل ومخاوف من تصعيد أوسع

يشهد قطاع غزة ولبنان تصعيدًا خطيرًا في العمليات العسكرية، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في حين شهدت الحدود اللبنانية قصفًا متبادلًا بين جيش الاحتلال والفصائل المسلحة، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات.
● غزة تحت النار: عشرات الشهداء والجرحى
لليوم الخامس على التوالي، يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، مستهدفًا مناطق سكنية ومرافق مدنية، كان آخرها قصف منزل في حي التفاح شرقي المدينة، ما أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال. كما تعرضت مناطق أخرى في رفح ودير البلح للقصف، وسط حديث عن وجود عدد من الضحايا تحت الأنقاض.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن حصيلة الشهداء منذ 18 مارس الجاري وصلت إلى 634 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 1,172 مصابًا. في المقابل، تؤكد إسرائيل أنها تستهدف مواقع تابعة لفصائل المقاومة، إلا أن صور الدمار وشهادات السكان تؤكد أن المدنيين هم الضحايا الأبرز.
● الحدود الشمالية تلتهب: قصف متبادل مع لبنان
وفي تطور موازٍ، تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض عدة صواريخ أُطلقت من لبنان، فيما ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق متفرقة في الجنوب اللبناني. وأكدت مصادر لبنانية سقوط شهداء وجرحى في غارات استهدفت بلدة تولين، وسط تحذيرات دولية من خروج الوضع عن السيطرة.
من جانبه، أعلن حزب الله التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أنه لن يقف مكتوف الأيدي إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية. في المقابل، قال وزير الدفاع اللبناني إن بلاده ترفض العودة إلى ما قبل وقف إطلاق النار، محذرًا من محاولات زعزعة الاستقرار في الجنوب.
● جهود دبلوماسية لاحتواء الأزمة
في ظل التصعيد المستمر، تجري مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية لاستئناف مفاوضات التهدئة، وسط حديث عن عراقيل تواجه المفاوضات بسبب المماطلة الإسرائيلية. كما أعلنت القاهرة عن استضافة اجتماع للجنة العربية والإسلامية لبحث تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.
في السياق ذاته، قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن هناك إمكانية للتوصل إلى وقف إطلاق نار قريبًا، لكنه أشار إلى أن الموقف الإسرائيلي لا يزال غير واضح فيما يتعلق بمستقبل غزة، خاصة في ظل استمرار الغارات المكثفة.
● قلق دولي وتحذيرات من كارثة إنسانية
التصعيد الأخير أثار قلقًا دوليًا واسعًا، حيث دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحذرت من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية. كما نددت منظمات حقوقية باستهداف المرافق الصحية والمدنية، معتبرة أن ذلك يشكل “جرائم حرب”.
في ظل هذه التطورات، يظل المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية دون بوادر تهدئة حقيقية. فهل ستنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد أوسع قد يجر أطرافًا أخرى إلى المواجهة؟