أخبارعين العقل

قارئ عاشق للأدب

بقلم: الاستاذ مولاي الحسن بنسبدي علي

لا أكتفي بالتنقل بين السطور، بل أتسلل إلى روح الكاتب، ألامس شفافيته، وأحاول التقاط سر الجمال الذي يفيض به عالمه. حين أقرأ نصًا، سواء كان شعرًا أو سردًا، أشعر وكأنني أعيد بناءه داخل وجداني، فأعيش التجربة بكل تفاصيلها، وأحاور الكلمات كما لو كانت كائنات تنبض بالحياة.

وفي أيام رمضان لهذا العام، وجدت نفسي غارقًا بين صفحات ديوانين لشاعرين شابين، أولهما بعنوان نبض على وقع الخطى للشاعر محمد خالدي، والثاني همس الفصول الأخيرة للشاعرة زلفى أشھبون.

كنت أحاول، رغم انشغالي بدراستي القانونية المعمقة والتي أتلقاھا على يد صفوة من فقھاء القانون من السودان والعراق والأردن وسوريا ومصر والجزائر ومن المغرب، أن أجد الوقت الكافي لأوازن بين عشقي للأدب واهتمامي بالمقالات الصحفية التي أعدها لركني بريد القراء في جريدة ريف رس، وكذا مقالاتي بعمودي عين العقل بجريدة الحدث الإفريقي.

ولأنني، كما هي عادتي، أحب أن ألتقي بمثقفي جاليتنا المغربية والعربية امثال عبد الكريم التطواني وميمون داود وصالح عطيف وخالد الملقب ببوريطة لاھتمامھ بالعلاقة الدولية والعلوم السياسية..، وأنا مقيم بفالنسيا الإسبانية، فقد قررت أن أخصص إحدى جلسات السمر الأدبي لقراءة مقتطفات من الديوانين، ومناقشتهما بروح المتعة والاكتشاف. هذه المرة، لن يكون اللقاء مجرد جلسة حوارية، بل سنبثه بالصوت والصورة، ليصل إلى كل من يجد في الأدب ملاذًا ومتنفسًا.

فما أفعله ليس مجرد قراءة عابرة، بل هو إعادة تشكيل للنصوص داخل وجداني، حيث يتلاقى القانون بالأدب، ويتحاور التحليل العقلي مع الإحساس العاطفي.

إنني أؤمن بأن النصوص لا تُقرأ فقط، بل تُعاش، تُحسّ، وتتحول إلى جسر يربط بين القارئ وكاتبها، وبين الحاضر والماضي، وبين الذاتي والجماعي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button