جنوب إفريقيا.. دعم البوليساريو لإخفاء التمييز العنصري الجديد

لا تزال جنوب إفريقيا تثير الجدل في الساحة الدولية بدعمها المستمر لجبهة البوليساريو، في وقت تواجه فيه اتهامات بممارسة “الأبارتايد الجديد” ضد فئات من مواطنيها. وتبدو سياسة بريتوريا الخارجية وكأنها محاولة لصرف الأنظار عن أزماتها الداخلية عبر افتعال معارك دبلوماسية بعيدة عن أولويات شعبها.

وصرّح ألفيس بوتيس، نائب وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، بأن بلاده تعتبر دعمها للبوليساريو “التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا”، مستندًا إلى التاريخ المشترك لمكافحة الاستعمار. لكن خبراء يرون أن هذا الخطاب ليس سوى غطاء لمحاولة الحفاظ على الهوية الثورية للنظام الحاكم، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية للتمييز العنصري ضد السكان البيض في البلاد، والذي دفع واشنطن إلى التدخل لحماية المتضررين.

في المقابل، تؤكد الرباط أن موقف جنوب إفريقيا من قضية الصحراء المغربية يتعارض مع التوجهات الدولية التي تعترف بجهود المغرب في تحقيق التنمية بالأقاليم الجنوبية. وتبقى التساؤلات قائمة حول مدى استمرار بريتوريا في هذه السياسة، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية عليها بسبب أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.

فهل ستظل جنوب إفريقيا توظف النزاع الإقليمي لتحقيق مكاسب سياسية، أم أن الحقائق الداخلية ستفرض عليها مراجعة مواقفها؟