أخبارأخبار سريعةالعالمسياسة

البرتغال تتراجع عن شراء طائرات “F-35” بعد التوترات مع واشنطن: هل يعصف ترامب بصادرات السلاح الأمريكية؟

في خطوة مفاجئة، قررت الحكومة البرتغالية التراجع عن خططها لشراء طائرات “F-35” الأمريكية، التي كان من المتوقع أن تحل محل أسطولها من طائرات “F-16” القديمة. جاء هذا القرار في وقت حساس تتزايد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل صادرات السلاح الأمريكية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

● تراجع البرتغال: قرار استراتيجي

في البداية، كانت البرتغال قد أبرمت صفقة لشراء طائرات “F-35” في إطار تحديث قدراتها الدفاعية. ولكن، بعد اندلاع بعض التوترات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، بما في ذلك البرتغال، تم اتخاذ قرار إعادة تقييم هذا الخيار. فالوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، أثر بشكل كبير على العلاقات الثنائية، مما دفع البرتغال إلى التأني في اتخاذ خطوة قد تؤثر على علاقاتها طويلة الأمد مع حلفائها الأوروبيين.

● تساؤلات حول سياسة ترامب

هذا التراجع من البرتغال قد يكون بداية لتغييرات أوسع في سياسة تصدير الأسلحة الأمريكية. حيث بدأت بعض الدول الأوروبية، التي كانت قد قررت شراء الأسلحة الأمريكية، في مراجعة قراراتها في ظل المخاوف من أن تسيطر الإدارة الأمريكية على قراراتها بشكل أكبر من المعتاد. ويُعتبر ترامب، الذي يتبع سياسة “أمريكا أولاً”، متهمًا بتطبيق ضغوطات اقتصادية كبيرة على حلفاء واشنطن، مما يثير قلق بعض الدول الأوروبية.

● التأثير على مبيعات الأسلحة الأمريكية

الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للأسلحة في العالم، ومع ذلك، فإن تراجع بعض حلفائها الأوروبيين عن شراء طائرات “F-35” يمكن أن يكون مؤشرًا على تحولات محتملة في سوق الأسلحة العالمية. من المعروف أن أمريكا تعتمد بشكل كبير على مبيعات الأسلحة كأداة استراتيجية، ولكن إذا استمرت الدول في الابتعاد عن هذه المبيعات بسبب الخلافات السياسية، قد تتأثر مكانتها الاقتصادية.

وتواجه دول مثل ألمانيا وفرنسا أيضًا تحديات في علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، حيث تتم مراجعة عقود الدفاع بشكل أوسع. مع ذلك، فإن إدارة ترامب لا تظهر أي مؤشر على تغيير سياستها الحالية في هذه القضية.
ورغم هذه التحديات، تسعى الولايات المتحدة للاستمرار في تعزيز صادراتها من الأسلحة، حيث يتم الترويج لهذه الصادرات كوسيلة لتعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل. لكن إذا استمر الحلفاء الأوروبيون في التحفظ، قد تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف صعب، حيث تؤثر السياسة الأمريكية على الثقة بين الحلفاء. وقد يكون هذا التحول في سياسة البرتغال بداية لتغيير أوسع في السياسات الدفاعية في العديد من الدول الأوروبية.

ويمكن القول ان مايحدث حاليًا مع البرتغال قد يكون مجرد مؤشر أولي على انعكاسات أوسع لممارسات إدارة ترامب على صادرات السلاح الأمريكية، لهذا وجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في كيفية الحفاظ على علاقاتها مع حلفائها في سياق هذه التوترات المتزايدة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button