تحسن ملحوظ في مستوى ملء السدود بالمغرب رغم التفاوت الجغرافي في بعض المناطق

سجلت السدود المغربية، وفقاً للمعطيات الأخيرة، تحسناً ملحوظاً في مستوى ملء خزانات المياه، حيث بلغ إجمالي نسبة ملء السدود 37%، أي ما يعادل حوالي 6230 مليون متر مكعب من المياه. هذا التحسن يأتي في سياق تساقطات مطرية وثلجية ملحوظة خلال الأسابيع الماضية، التي أسهمت في رفع احتياطات المياه الوطنية.
إلا أن هذا التحسن لم يكن متساوياً على جميع المناطق، حيث أظهرت البيانات تفاوتاً كبيراً في نسبة ملء السدود بين الأحواض المائية المختلفة. ففي بعض الأحواض، مثل حوض اللوكوس وحوض أبي رقراق، سجلت نسب ملء مرتفعة تجاوزت 58%، وهو ما يعكس استجابة جيدة للظروف المناخية. من جهة أخرى، ظهرت بعض الأحواض الأخرى التي تعاني من نسب ملء منخفضة، مثل حوض أم الربيع الذي بلغ مستوى ملء سدوده 10% فقط، مما يعكس التحديات التي تواجهها بعض المناطق في تأمين احتياجاتها المائية.
ويوضح التوزيع الجغرافي تفاوتاً ملحوظاً في حجم المياه المتوفرة بين الأحواض المختلفة، مما يشير إلى ضرورة معالجة الفوارق المائية بشكل دقيق لضمان توزيع عادل ومستدام للموارد المائية في مختلف أنحاء المملكة. يظل حوض أم الربيع هو الأكثر تضرراً من هذا التفاوت، حيث يعتبر من الأحواض المائية ذات الحاجة الملحة لإيجاد حلول عاجلة لتوفير مياه الشرب والري.
ورغم التحديات، يعتبر هذا التحسن في مستوى ملء السدود إشارة إيجابية من حيث استدامة الموارد المائية في المستقبل القريب، خاصة مع التوقعات بأن تحسن نسبة الملء قد يتجاوز 43% مع ذوبان الثلوج في الأيام القادمة.
ولكن هذا التحسن لا يجب أن يعمي عن الحاجة الملحة لتعزيز البنية التحتية المتعلقة بتخزين المياه، مثل بناء المزيد من السدود وتهيئة قنوات مائية فعّالة لضمان استفادة أكبر من مياه الأمطار، التي غالباً ما تضيع بسبب غياب الأنظمة المناسبة لاستغلالها.
في ظل هذه المعطيات، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية موازنة احتياجات المياه بين المناطق المتفاوتة والبحث عن حلول مبتكرة ومستدامة لضمان تأمين موارد المياه لكافة القطاعات.