الرئيس السنغالي ديوماي فاي.. عامٌ في الحكم بين الطموح والانتقادات

داكار – الحدث الإفريقي

بعد مرور عام على انتخابه التاريخي، يواجه الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي تقييماً مختلطاً من قبل مؤيديه ومعارضيه، إذ تتباين الآراء حول إنجازاته ومدى وفائه بوعوده الانتخابية.

خاض فاي الانتخابات الرئاسية ببرنامج طموح تعهد فيه بإصلاح الاقتصاد، ومحاربة الفساد، وتعزيز السيادة الغذائية. ومع ذلك، فإن أداء حكومته، التي يقودها رئيس الوزراء عثمان سونكو، ما زال محل جدل بين من يراه بداية موفقة ومن يصفه بأنه لم يرقَ إلى مستوى التطلعات.

● إصلاحات اقتصادية ولكن…

منذ توليه الحكم، اتخذ فاي عدة إجراءات تهدف إلى كبح جماح التضخم الغذائي، كما أطلق عمليات تدقيق حكومية واسعة لمراجعة أداء الإدارة السابقة، ووضع خطة للنهوض بالقطاع الزراعي. غير أن هذه الخطوات لم تكن كافية بالنسبة لمعارضيه، الذين يعتبرون أنها لم تحقق التأثير المطلوب حتى الآن.

يقول أحد سكان داكار: “المشروع جيد حتى الآن، ونحن واثقون من أنه سينجح، لكن عليهم تقبّل النقد والعمل بسرعة لتنفيذ الإصلاحات”.

وفي المقابل، يعبر آخرون عن استيائهم بسبب البطء في تحقيق الوعود، حيث صرح أحد سائقي الدراجات النارية: “لم نرَ أيًا من الوعود التي قطعوها. لقد طالبونا بدعمهم ووعدونا بمشاريع وفرص عمل، لكننا لم نلمس أي تغيير حقيقي بعد”.

● انتقادات سياسية ومعارضة غير مقتنعة

المعارضة بدورها تصف الحصيلة السنوية بأنها “مخيبة للآمال”، مشيرةً إلى أن الحكومة لم تبدأ حتى الآن في تنفيذ مشاريع حقيقية تنسجم مع استراتيجيتها المعلنة “رؤية السنغال 2050”.

في هذا السياق، يقول المعارض محمدو ماني: “لا يوجد أي مشروع حقيقي يمكن القول إنه انبثق عن هذه الرؤية. نحن بحاجة إلى آليات فعالة لتحريك عجلة الاقتصاد”.

● حكومة سونكو: مكافحة الفساد وإصلاح الإدارة

إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية، أطلقت حكومة رئيس الوزراء عثمان سونكو حملة كبرى لتطهير الإدارة، والحد من الهدر المالي، وتحسين إدارة الموارد العامة.

وير المحلل السياسي ممدو تيور أن أداء الحكومة لا يخلو من الإيجابيات، مشيرًا إلى أن فاي اتخذ خطوات مهمة في مجال العدالة، وهو قطاع كان يواجه انتقادات واسعة، حيث عقد مؤتمراً وطنياً لإصلاح النظام القضائي.

● الطموحات الشعبية والتحديات المقبلة

رغم الانقسام في تقييم العام الأول من حكم فاي، فإن التحديات القادمة لا تزال كبيرة، خاصةً على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. فالشعب السنغالي ينتظر مزيدًا من الإجراءات الملموسة التي تنعكس على مستوى المعيشة، في ظل تطلعات بمرحلة أكثر ديناميكية في تنفيذ المشاريع الكبرى.