أخبارفي الصميم

النفاق العائلي إلى أين؟

بقلم: مصطفى بوريابة

أغلبنا إن لم يكن كلنا عانينا ومازلنا نعاني من النفاق العائلي ، فما هو إذن النفاق العائلي بداية؟

النفاق العائلي هو محاباة غيرشريفة لشخص من أجل مصلحة ما لدى المنافق،ويكون النفاق العائلي في نطاق الأسرة الواحدة أو العائلة بأشكال مختلفة، كأن يكون تحابيا لشخص أو لأشخاص لمصلحة اجتماعية أو مالية أو حتى نفسية، وهذا يخلق نوعا من التنافر بين العائلة ويؤثر على الأطفال فتنشأ بينهم الصراعات وتكبر معهم مع تقدمهم في العمر، وتؤدي أحيانا إلى الانفصال وقطع صلة الرحم قد تصل إلى سنين ويتواصل أجيالا عدة من العائلة فيورثون الحقد والضغينة لأبنائهم جيلا بعد جيل، فالأبناء يقلدون من هم أكبر منهم سنا لأنهم يرونهم قدوة.

* مصطفى بوريابة

وهناك عدة تصرفات وسلوكيات نحن نقوم بها أمام أطفالنا فنربيهم على النفاق ونحن لا نشعر، فعندما يعطي الوالد وعدا لإبنه ولا يلتزم بوعده ففي هذه الحالة فانه يربي الإبن على عدم الوفاء بالوعد وهي من صفات المنافقين، وإذا كان أحد الوالدين مدخن وأراد أحد الأبناء أن يجرب التدخين يقول له والده إن هذا خطأ وهو مضر لصحته،وفي هذه الحالات نحن نربي الابن على النفاق، لأنه يرى نفس التصرف ممنوع عليه ومسموح لوالده…فهذه بعض الأمثلة البسيطة والأمثلة كثيرة في التربية المتناقضة، فالطفل يرتبك وتختلط مفاهيمه عندما يرانا نأمر بشيء أو نتصرف بشيء وننصحه بشيء آخر،

ومختصر هذا هو “القدوة الحسنة”،  فلو ركز الوالدين على “القدوة الحسنة” فإنهم يضمنون عدم تربية أبنائهم علي النفاق والتناقض، فلا بد أن نكون صادقين مع أبنائنا ونكون أوفياء إذا وعدناهم حتى يحترمو كلامنا وقراراتنا،وإذا أخطأنا نعتذر حتى يعرف أبنائنا أن هذا خطأ طارئ وليس سلوك دائم في شخصيتنا، فعلامات المنافق أوضحها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقال في آية المنافق ثلاث ” إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان”، وهناك الكثير من صفات المنافقين علينا تعريف أبنائنا بها حتى يتجنبوها ويكونوا من الصادقين.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button