
بقلم: عبد الإله خيار
على الرغم من التغييرات التي أحدثها وليد الركراكي في تشكيلة المنتخب المغربي أمام منتخب تنزانيا ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026 ليلة الثلاثاء بوجدة، إلا أنه لم يتمكن من ضبط نهج تكتيكي صارم لفتح الممرات وخلخلة الدفاع التنزاني، الذي صمد في تعزيز تغطيته الدفاعية، وأفشل كل محاولات الزحزوزي وإبراهيم دياز بحثًا عن منفذ للانقضاض وافتتاح سبورة الأهداف.
الواضح أيضًا أن المهاجم يوسف النصيري ظل طيلة الشوط الأول يتحرك وسط غابة من أرجل ورؤوس الدفاع التنزاني دون أن يتمكن من لمس الكرة وضبطها، بل بدا شاردًا لا يعرف ما يقدم أو يؤخر.
كما يمكن الجزم بأن المنتخب دخل المباراة واضعًا منتخب تنزانيا في الجيب، بحكم تصنيفه العالمي المتدني تحت المائة، عكس المنتخب المغربي الذي ارتقى إلى المركز 12 عالميًا بعد فوزه على النيجر، وباعتباره رابع المنتخبات العالمية منذ المونديال الأخير في قطر.
الواقع يفرض على الناخب المغربي تدارك الموقف على مستوى تطبيق نهج تكتيكي منبثق من تناغم عناصره بروح الفريق، وهو ما تم تحقيقه في الجولة الثانية بسيناريو مغاير تمامًا، حيث تحرر اللاعبون من الخطة الدفاعية التنزانية، وعمدوا إلى التحرك عبر رقعة الميدان، مما منح المنتخب المغربي فرصة تطبيق أسلوب تبادل الكرة بين اللاعبين بهندسة شمولية، وضبط إيقاع اللعب الجماعي، ما فتح لهم المجال لافتتاح التسجيل عن طريق نايف أكرد، ثم إضافة الهدف الثاني بعد ثماني دقائق عبر ضربة جزاء نفذها إبراهيم دياز في الدقيقة 59.
الجولة الثانية شهدت تغييرات على مستوى الخط الأمامي، بخروج النصيري، الزحزوزي، والصيباري، في إطار تعزيز الحضور الهجومي، بدخول رحيمي، إلياس بن الصغير، وعبيدي، من أجل كسب رهان المباراة التي قرّبت المنتخب المغربي أكثر من التأهل إلى المونديال المقبل، بعد تصدره لمجموعته الخامسة بالعلامة الكاملة.