
بقلم: مصطفى قنبوعي
هل حان الوقت ليعرف الركراكي ما له وما عليه في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب؟
أجمع أغلب النقاد والملاحظين والمهتمين بشأن المنتخب المغربي الأول لكرة القدم على أن الفوز في المباريات الخمس التي خاضها ضمن المجموعة الخامسة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026 بالمكسيك وأمريكا وكندا، كان أكثر من إيجابي لضمان ورقة الحضور في سابع مشاركة مغربية في هذا المحفل العالمي.
صحيح أن الناخب المغربي وليد الركراكي نجح في قيادة المنتخب خلال نهائيات كأس العالم بقطر نحو اعتلاء مرتبة مشرفة، كونه رابع منتخب في العالم يصل إلى المربع الذهبي، ممثلًا للقارتين الإفريقية والعربية، وكان قريبًا جدًا من خوض المباراة النهائية.
لكن القناعات التي استنتجها أغلب المحللين تتركز حول غياب تشكيلة أساسية قارة، كما كان عليه المنتخب المغربي سابقًا، حين كان يقدم كرة حديثة تتماشى مع تطورات اللعبة، مستفيدًا من قيمة لاعبيه الفنية والتقنية، خاصة بوجود أسماء لامعة تلعب في كبريات الأندية الأوروبية وبعض الأندية الخليجية والعربية.
ومع ذلك، فإن الحضور في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026 يفرض الحديث عن تواضع أداء المنتخب المغربي في مباراتي النيجر وتنزانيا. فهذه المنتخبات تحتل مراكز متأخرة في التصنيف الدولي، عكس المنتخب المغربي الذي يحتل المرتبة 12 عالميًا، وقد يتقدم إلى العاشرة بعد مواجهة تنزانيا.
هذا المعطى يضع وليد الركراكي تحت مجهر النقاش حول مستقبله في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، حيث تنتظر الجماهير المغربية تتويجًا يعيد إلى الأذهان إنجاز 1976 بأديس أبابا، عندما فاز “أسود الأطلس” باللقب الوحيد في تاريخهم بلاعبين ينشطون في الأندية المغربية العريقة.
أما اليوم، فالمنتخب المغربي يمتلك كل المقومات التحضيرية لتحقيق هذا الحلم، خاصة بوجود نجوم عالميين يتمتعون بقيمة تسويقية كبيرة ضمن أغلى اللاعبين في العالم. لكن الأداء والنهج التكتيكي الذي ظهر به الفريق في مباراتي النيجر وتنزانيا يدعو إلى القلق، إذ لم يقدم المنتخب الأداء المقنع الذي يعكس قوة حقيقية لمواجهة تحديات كأس الأمم الإفريقية المقبلة.
فاللعب في إفريقيا يختلف تمامًا عن المنافسات الأوروبية، إذ يعتمد على القوة البدنية العالية والاحتكاك القوي، مما يتطلب تحضيرًا تكتيكيًا مختلفًا. لذلك، على الركراكي وطاقمه الفني إعادة النظر في بعض الاختيارات والنهج التكتيكي لضمان حضور قوي في البطولة القارية، التي ستكون بمثابة فرصة العمر لتحقيق اللقب القاري الثاني في تاريخ المغرب.