أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

عشرات الملثمين يعيثون فسادا في ضواحي الدار البيضاء

عاشت منطقة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة ليلة مرعبة بين يومي الاثنين والثلاثاء،بعدما اقتحم عشرات الملثمين تجزئة سكنية وهم مدججون بالسيوف والأسلحة البيضاء، متسببين في حالة من الفزع الشديد بين السكان وسط اعتداءات جسدية وتخريب لممتلكات المواطنين،بما في ذلك تكسير سيارات ونهب محلات تجارية.

هجوم انتقامي يحول الحي إلى ساحة معركة
وبحسب ما أوردته وسائل الاعلام، فإن هذا الهجوم الوحشي جاء كرد فعل انتقامي من طرف المهاجمين الذين ادعوا أن أحد زملائهم تعرض للاعتداء من قبل مسير محل للألعاب الإلكترونية.وبدل اللجوء إلى القانون، قرروا تنفيذ “عدالتهم” الخاصة،من خلال هجوم جماعي منظم أثار الرعب في نفوس السكان.

استنفار أمني لتحديد هوية المهاجمين
فور وقوع الحادث،استنفرت عناصر الدرك الملكي بسيدي حجاج ومسؤولو سرية الدرك بمديونة والمركز القضائي جميع جهودهم لتحديد هويات المعتدين،خصوصا أنهم كانوا ملثمين ويستخدمون أسلحة بيضاء خطيرة،وهو ما زاد من صعوبة تعقبهم.وقد ساد تضارب في المعلومات حول مصدر الهجوم، حيث انتشرت شائعات تفيد بأن المعتدين ينحدرون من منطقة الهراويين،قبل أن تتأكد التحقيقات أنهم ينتمون إلى مشروع “السلام” بسيدي مومن في الدار البيضاء.

50 شخصا مدججين بالسيوف يزرعون الرعب
وتؤكد ذات المصادر أن أكثر من 50 شخصا بينهم قاصرون اقتحموا تجزئة “شمس المدينة”التابعة للملحقة الإدارية “العاليا” حوالي الساعة التاسعة مساء وهم يحملون سيوفا وسكاكين وعصيا وبدون تردد شرعوا في تكسير السيارات والاعتداء على المارة،ما أجبر أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها خوفا من تعرضهم للسرقة أو الأذى.

ويعود سبب هذا الهجوم إلى خلاف شخصي نشب بين شاب من مشروع “السلام” بسيدي مومن،ومسير محل للألعاب الإلكترونية في تجزئة “شمس المدينة”. فبدلا من حل النزاع بطرق قانونية،قرر الشاب الاستنجاد بأبناء حيه الذين لبوا نداءه بالعشرات ونفذوا هجوما وحشيا على الحي حيث قاموا بتخريب المحل بالكامل والاعتداء على صاحبه،قبل أن يتورطوا في مزيد من أعمال التخريب والاعتداءات الجسدية على السكان.

غياب أمني استغله المهاجمون
وتشير الجريدة إلى أن المهاجمين استغلوا بعد المركز الترابي للدرك الملكي بسيدي حجاج عن موقع الهجوم،حيث تفصل بينهما مسافة تزيد عن 11 كيلومترا ،مما منحهم الوقت الكافي لتنفيذ مخططهم والتواري عن الأنظار قبل وصول تعزيزات الدرك الملكي. ووفقا للسكان،فهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة مثل هذه الاعتداءات إذ أن رمضان الجاري سجل ثلاث هجمات مماثلة من طرف غرباء ما جعل السكان يشعرون بغياب الأمن والتخوف من تكرار المشهد في أي لحظة.

مطالب بتعزيز الأمن في المنطقة
وأمام هذا الوضع الخطير، يطالب سكان سيدي حجاج واد حصار بتعزيز الوجود الأمني في المنطقة وتكثيف الدوريات الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات العنيفة،خاصة في ظل ارتفاع معدل الجريمة خلال شهر رمضان.كما يناشدون الجهات المسؤولة بمحاسبة الجناة وإنزال أشد العقوبات بحقهم لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث، التي تهدد أمنهم وسلامتهم.

تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مخاوف متزايدة بشأن تصاعد العنف الجماعي في الأحياء الهامشية، وانتشار ثقافة الانتقام خارج القانون. ومع استمرار البحث عن المهاجمين، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن السلطات من ضبط الأمن وإعادة الطمأنينة إلى السكان،أم أن الظاهرة ستتفاقم لتتحول إلى خطر دائم يهدد الاستقرار الاجتماعي؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button