ليلة القدر في رمضان.. بركة عظيمة ومغفرة شاملة

تعدُّ ليلة القدر من أعظم ليالي شهر رمضان المبارك، وهي ليلة مميزة جاءت في القرآن الكريم على لسان الله سبحانه وتعالى، حيث قال: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (القدر: 1). وتعتبر هذه الليلة بمثابة فرصة عظيمة للمسلمين لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى، إذ أنَّ فضلها عظيم وأجرها لا يُقدَّر. فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وتتمتع بميزات خاصة تجعلها محورًا هامًا في العبادة والتهجد.
الفضائل العظيمة لليلة القدر تتميز ليلة القدر بعدد من الفضائل التي تجعلها فريدة عن غيرها من ليالي الشهر الفضيل. فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري). وهذا يشير إلى أن العبادة في هذه الليلة بمثابة فرصة للتوبة والمغفرة، وأن الله تعالى يضاعف الأجر ويغفر الذنوب لجميع من يحيون هذه الليلة بالصلاة والدعاء والتهجد.
متى تكون ليلة القدر؟ ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من رمضان، ولكن تحديدها بالضبط لم يُذكر في النصوص الشرعية. إلا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد دلَّنا على أنها قد تكون إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر، مثل 21، 23، 25، 27، أو 29 من رمضان. ولذلك، يُوصى المسلمين بالاجتهاد في العبادة في هذه الليالي؛ لعلهم يصادفون ليلة القدر.
علامات ليلة القدر ليلة القدر لها بعض العلامات التي يمكن أن يعرفها المؤمنون. ومن أبرز هذه العلامات، أنَّها ليلة هادئة ومضيئة، لا حارة ولا باردة، كما ورد في بعض الأحاديث النبوية. وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ليلة القدر ليلة سمحة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة” (رواه ابن خزيمة).
الدعاء في ليلة القدر من أعظم الأعمال التي يقوم بها المسلم في ليلة القدر هو الدعاء. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”. ويعتبر هذا الدعاء من أفضل الأدعية التي يجب أن يرددها المسلم في هذه الليلة المباركة، حيث يتوسل إلى الله تعالى أن يغفر له ذنوبه ويعفو عنه.
ختاما، ليلة القدر هي فرصة ثمينة لا تعوض، لذلك يجب على المسلم أن يغتنمها بالصلاة والدعاء والاستغفار. فالمغفرة والرحمة التي ينالها المؤمن في هذه الليلة تفتح له أبوابًا من البركة في حياته الدنيا والآخرة.