جنوب السودان يعتقل نائب الرئيس وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة

في تطور خطير يهدد استقرار جنوب السودان، أعلنت المعارضة أن نائب الرئيس رياك مشار قد تم اعتقاله ووضعه قيد الإقامة الجبرية من قبل الحكومة، وسط تصاعد التوترات بين الفصائل السياسية والعسكرية في البلاد.
وأكد المتحدث باسم المعارضة، بال ماي دينغ، أن حياة مشار “في خطر” بعد أن تم عزله قسرًا في مقر إقامته، بينما دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام اتفاق السلام المعاد تنشيطه لعام 2018.
يأتي هذا التصعيد بعد اشتباكات دامية بين القوات الحكومية ومقاتلين موالين لمشار في شمال البلاد، حيث شنت القوات الحكومية ضربات جوية عقب هجوم شنته ميليشيا “الجيش الأبيض” الموالية لمشار على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل، مما أدى إلى مقتل العشرات.
وقد وصفت الولايات المتحدة اعتقال مشار بأنه خطوة “تصعيدية خطيرة”، داعيةً الرئيس سلفا كير إلى إطلاق سراحه فورًا لمنع تفاقم الأزمة. في الوقت ذاته، أغلقت ألمانيا والنرويج سفارتيهما في جوبا، بينما خفضت الولايات المتحدة وبريطانيا عدد موظفي سفاراتهما بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة.
يذكر أن الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي اندلعت في 2013 واستمرت خمس سنوات، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص قبل أن يتم توقيع اتفاق سلام هش عام 2018، ما زال يعاني من انتهاكات متكررة تهدد بانهياره.
مع تزايد التوترات، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مستقبل البلاد، وما إذا كان زعماؤها سيختارون طريق التصعيد العسكري أو العودة إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ ما تبقى من عملية السلام.