أكاديميون وخبراء بوجدة يناقشون دور الجامعة في إدماج السجناء

متابعة/ ربيع كنفودي
إحتضنت المؤسسة السجنية بوجدة، زوال الأربعاء 26 مارس 2025، أشغال اللقاء العلمي الذي تم تنظيمه بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، على هامش الدورة الربيعية لفعاليات برنامج الجامعة في السجون، في نسختها 14، تحت شعار “دور الجامعة في إدماج السجناء بجهة الشرق في ظل التحولات الرقمية”.
اللقاء العلمي، الذي ترأس جلسته الإفتتاحية والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد الخطيب لهبيل، بمعية رئيس جهة الشرق محمد بوعرورو، والوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بوجدة، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة الدكتور ياسين زغلول، رئيس المجلس العلمي المحلي، وعدد من المسؤولين العسكريين، الأمنيين، القضائيين والمدنيين، كان مناسبة لإبراز دور الجامعة في التكوين وإعادة إدماج السجناء، في ظل التحولات الرقمية باعتبارها منظومة ترمي إلى تحسين جودة التعليم.

وبالمناسبة، وبعد الترحيب بالحضور، أشار مدير السجن المحلي بوجدة عبد الشفيق سعد، إلى أن هذا اللقاء، يندرج في إطار انفتاح المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على الشركاء وفي مقدمتهم الجامعات، جامعة محمد الأول نموذجا. وأضاف، أن هذا اللقاء فرصة ومناسبة لنزلاء المؤسسة السجنية الذين يتابعون دراساتهم الجامعية، لإبراز مؤهلاتهم وقدراتهم التي ستمكنهم من الولوج الى المجتمع بفاعلية وكفاءة ومسؤولية.

وتحدث مدير السجن المحلي، أن انعقاد هذا الحدث العلمي المتميز، الذي يتمحور حول “دور الجامعة في إدماج السجناء بجهة الشرق في ظل التحولات الرقمية”، يأتي في سياق التطور التكنولوجي والرقمي الذي تعرفه العديد من المجالات والقطاعات الحيوية، ويبقى التعليم العالي أنموذجا، على إعتبار أن الجامعات وفي إطار الأدوار المنوطة بها، لا على مستوى التكوين أو البحث العلمي، تواكب وباستمرار مختلف التطورات العلمية من أجل تطوير قدرات الطلبة.

وفي هذا الصدد يضيف عبد الشفيق سعد، تم عقد شراكة تعاون مع جامعة محمد الأول من أجل تعزيز البرامج التعليمية الجامعية لفائدة النزلاء، وتقوية قدراتهم وإبراز كفاءاتهم.بدوره، تحدث محمد المصلح رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، عن أهمية هذا اللقاء الذي يرمي أساسا إلى إدماج النزلاء في المجتمع من خلال توفير حياة كريمة وطبيعية بعد إنهاء عقوبتهم ومغادرتهم المؤسسة السجنية التي تكون وتأطر فيها.
وأضاف رئيس المجلس العلمي في كلمته أن مثل هذه اللقاءات والمناسبة تكرس للمفهوم الحقيقي للتضامن والتآزر الذي دعا إليها الإسلام، مستعرضا في السياق حديث رسولنا الكريم، “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. حديث يجسد فعلا لروح التضامن والتعاون والرحمة الواجب الإتصاف والتعامل بها.
ونظرا للادوار المهمة التي تقوم به الجامعة في مجال تحصيل العلم والمعرفة والبحث العلمي، أبرز ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، في كلمته هذه الأدوار التي تتكون من ثلاثة محاور أساسية، ويتعلق الأمر، بالتكوين الأساسي، التكوين المستمر، والبحث العلمي والخبرات، مؤكدا على أن هذه المهام والأدوار تهدف أساسا إلى تكوين وتأهيل الكفاءات.
وعلاقة بموضوع اللقاء، أكد رئيس جامعة محمد الأول، أن الجامعة كانت ولازالت تعطي أهمية كبرى للمؤسسة السجنية بوجدة، وتهتم أكثر بالنزلاء الطلبة الذين يتابعون دراساتهم الجامعية، وتقدم لهم الدعم وتتعامل معهم بشكل خاص وإيجابي.
وأبرز أن الإتفاقية المبرمة بين الجامعة والمديرية الجهوية للسجون، تهدف إلى توفير مناخ الدراسة والعلم لفائدة النزلاء، من أجل ضمان حياة أفضل داخل المجتمع.هذا وتميز اللقاء بعقد جلستين علميتين، أطرهما أساتذة جامعيين، الجلسة الأولى التي أطرها الأستاذ سعيد الروبيو رئيس شعبة القانون الخاص بكلية الحقوق بوجدة، تمحورت لمناقشة العديد من المواضيع التي تهم أساسا إدماج السجناء في المجتمع، حيث تناولت الأستاذة نعيمة البالي موضوع “الجامعة والسجون: تعزيز إعادة الإدماج من خلال التعليم العالي والتأهيل الإجتماعي.” الأستاذ زهر الدين الطيبي تطرق لموضوع “الدور السوسيو اقتصادي للجامعة في إدماج السجناء”.
بدوره تطرق الأستاذ حميد الربيعي لموضوع “مساهمة الجامعة في إدماج السجناء على ضوء قانون 10.23 المتعلق بتنظيم وتدبير المؤسسات السجنية”. أما المداخلة الأخيرة تناول فيها الأستاذ عبد الحق كويريتي إلى موضوع “الجامعة وأبعاد النموذج التنموي بالجهة الشرقية: أية إسهامات في إدماج السجناء..أما الجلسة الثانية التي سير أشغالها الأستاذ الطاهر بالحضري متخصص في علوم الإعلام والإتصال، حيث تطرق الأستاذ العربي سلوي إلى موضوع “الجامعة المغربية اليوم، الرهانات الجديدة في تنمية المعارف وتعزيز القيم وصقل المهارات”. الأستاذ الهاطي محمد تناول موضوع “دينامية البعد الجمالي في الإدماج التنموي لنزلاء المؤسسة السجنية، جهة الشرق نموذجا.” الأستاذة غزلان تحدثت عن موضوع “تحقيق التوازن الوجداني والتوافق النفسي للسجناء مدخل أساس لإعادة إدماجهم السليم داخل المجتمع.”.
أما الأستاذ سعيد الموساوي فقد تناول موضوع “تأهيل السجناء لإعادة الإدماج الإقتصادي”.