التوقيت الصيفي آثاره الصحية وفوائده الاقتصادية
سيعود المغرب إلى اعتماد التوقيت الصيفي (غرينيتش +1)، يوم الأحد المقبل 08 ماي 2022.
و أفاد بلاغ سابق لوزارة الإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أنه على المواطنين المغاربة، إضافة 60 دقيقة على التوقيت القانوني عند حلول الثانية صباحا من يوم الأحد 08 ماي 2022.
و يأتي ذلك طبقا لمقتضيات المادة الثانية من المرسوم رقم 2.18.855 الصادر في 16 صفر 1440 (26 أكتوبر 2018) المتعلق بالساعة القانونية للمملكة، ولقرار رئيس الحكومة رقم 3.17.21 الصادر في 16 من شعبان 1442 الموافق 30 مارس 2021 بشأن تغيير الساعة القانونية.
تتمُّ إعادة ضبط الساعات الرسمية حسب موسوعة ويكيبيديا في بداية الربيع، حيث تقدم عقارب الساعة بستين دقيقة، فيما يسمى بالتوقيت الصيفي أو تغيير التوقيت الرسمي في بلاد مرَّتين سنوياً ولمدة عدة أشهر من كل عام.
أما الرجوع إلى التوقيت العادي، أي التوقيت الشتوي، فيتم في موسم الخريف. الهدف من زيادة ساعةٍ للتوقيت الرسمي هو تبكير أوقات الشغل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتاً أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجياً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف، وتتقلَّص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء.
تنبُعُ ظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلُّصها في الخريف والشتاء من ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة 23.4 درجة مقارنة بمستوى مساره حول الشمس. ويكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجياً بتلاؤمٍ مع بعد الموقع عن خط الاستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الاستوائية بالكاد فلا تكون بحاجةٍ للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.
بنجامين فرانكلين” الأمريكي أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784
ويعتبر “بنجامين فرانكلين” الأمريكي أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، ولكن لم تبد الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين، حيث طرحَهَا من جديدٍ البريطاني وليام ويلت الذي بذَلَ جهوداً في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه. تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
تعمل المجتمعات الحديثة على أساس التوقيت القياسي بدلاً من التوقيت الشمسي، فإنّ معظم الناس لا يقومون بضبط جداولهم وفقاً لحركة الأرض بالنسبة للشمس. فعلى سبيل المثال مواعيد العمل والدراسة والنقل تكون محددة في الوقت نفسه طوال العام، بغضّ النظر عن موقع الشمس. بينما يتفاوت إجمالي ساعات ظهور ضوء الشمس خلال اليوم في المناطق غير الاستوائية بشكل كبيرٍ بين فصلي الخريف والشتاء، والربيع والصيف، ونتيجة لذلك، إذا تم تطبيق “التوقيت القياسي” على مدار العام، سيقع جزء كبير من ساعات ضوء الشمس الطويلة في الصباح الباكر، في حين قد تكون هناك فترة طويلة من الظلام في المساء. وعادةً ما تضيع ساعات شروق الشمس لأن غالبية الناس يميلون إلى النوم في ساعات الصباح المبكرة، بينما إذا قاموا بتغيير هذا النظام إلى المساء بواسطة التوقيت الصيفي فسيمكنهم الاستفادة منها، فمن السهل على الناس الاستيقاظ مبكراً والاستفادة من ضوء الشمس، إلا أنّها لا تعد طريقة عملية لصعوبة الاعتماد على ساعة زمنية مجدولة.
يقصر النهار مرَّةً أخرى في الخريف والشتاء، حيث يتأخر شروق الشمس أكثر فأكثر، وهذا يعني أنّ الناس يمكن أن يستيقظوا ويقضوا جزءً كبيراً من صباحهم في الظلام، لذا فالسَّاعات تُعَاد إلى التوقيت القياسي. تختلف تأثيرات التوقيت الصيفي بشكل كبيرٍ اعتماداً على خط العرض والموقع نسبةً إلى وسط منطقتها الزمنية. كمثالٍ لذلك، لا تكون للتوقيت الصيفي حاجةٌ في المواقع النائية شمالاً وجنوباً، لأن النهار الطويل كثيراً أو القصير كثيراً يعني أنّ أثر التلاعب البشري بالزّمن الفعليّ سيكون بسيطاً أو غير موجود مطلقاً.
أول من قَدَّم التوقيت الصيفي الحديث هو عالم الحشرات النيوزلندي جورج فيرنون هدسون
ويُعرف أن أول من قَدَّم التوقيت الصيفي الحديث هو عالم الحشرات النيوزلندي جورج فيرنون هدسون، الذي أعطاه عمله متعدّد الورديَّات أوقات فراغٍ لجمع الحشرات، وجعله يُقدِّر ساعات ضوء النهار. قدَّم هودسون في سنة 1895 ورقةً إلى جمعية الفلسفة في ولينغتون لاستغلال ساعتين من وقت النهار، وقد لاقت الورقة اهتماماً معتبراً في مدينة كرايستشرش بنيوزلندا، فأتبعها بورقةٍ أخرى في سنة 1898. تنسب الكثير من الكتابات اختراع التوقيت الصيفي خطأً إلى البنَّاء والمكتشف الإنكليزي وليام ويليت، الذي فكَّرَ في التوقيت الصيفي بشكل مستقلٍّ (دون أن يعرف هو أو هودسون بعمل الآخر) خلال جولة صباحيَّة مبكّرةٍ في سنة 1905، عندما أفزعه عدد سكان لندن النّائمين لفترات طويلةٍ من نهار يوم صيفي. وكلاعب غولف متحمس، لم يعجبه اقتصاص جولته عند الغسق. كان حلّه في تقديم الساعة خلال شهور الصيف، في اقتراح نشره بعد ذلك بسنتين. أخذ الاقتراح عضو البرلمان اليساريّ روبرت بيرس، وقدَّم بدوره ورقة استغلال الوقت إلى مجلس العموم|مجلس النواب في 12 فبراير سنة 1908. تمَّ إعداد لجنة اختيارٍ لفحص الورقة، لكنها لم تُسَنَّ كقانون، وفشلت أوراقٌ أخرى في السنوات التالية سعت إلى الهدف ذاته. وقد استمرَّ وليام ويليت بمحاولة الضَّغط على المسؤولين في المملكة المتحدة لاعتماد الاقتراح حتى وفاته في عام 1915.
ألمانيا وحلفاءها أول من استخدمت التوقيت الصيفي
كانت ألمانيا وحلفاءها من دول المحور بدءاً من 16 أبريل سنة 1916 – خلال الحرب العالمية الأولى – أول دول تستخدم التوقيت الصيفي، وكان الهدف من ذلك حفظ الفحم خلال الحرب. بعد ذلك لحقت بريطانيا وأغلب حلفائها وكثير من الدول الأوروبية المحايدة بالقضية. انتظرت روسيا وقليلٌ من الدّول حتى العام التالي، وتبنّت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي في عام 1918. منذ ذلك الوقت، شهد العالم العديد من التشريعات والتعديلات والإلغاءات لتحسين التّوقيت.
غالبا ما يناقش مؤيدي نظام التوقيت الصيفي مسألة فائدة النظام في حفظ الطاقة وملائمته لأوقات الخروج للاستمتاع بالأنشطة في المساء، فهو مفيدٌ للصِّحَّة بدنياً وصحياً. بالإضافة إلى أنَّ النظام يساعد في تخفيف حركة السير والجرائم، كما أنَّه يساعد أصحاب الأعمال. إن المجتمعات التي تشجُّع هذا النظام هي المجتمعات المدنية وتلك التي تعمل في المدن، بالإضافة إلى أصحاب الأعمال ورياضيّي الهواء الطلق ومشغلي الشركات السياحية وغيرهم ممَّن يستفيدون من استمراريَّة ضوء الشمس في المساء. أما المعارضون، فيقولون أن مسألة توفير استهلاك الطاقة من خلال اتِّباع النظام ليست بالمفنِّدة. فالنظام يعكِّر أنشطة الصباح، والقيام بتغيير الساعة مرَّتين في السنة يُسبِّب اختلالاً في الأمور الاقتصادية والاجتماعية، وبالتَّالي أيُّ إيجابية هناك ما يقابلها من سلبية، وبالتالي ليس هناك فائدة. المجتمعات التي تميل إلى معارضة هذا النظام هي مجتمعات المزارعين وشركات النقل وأعمال الترفيه في الأماكن المغلقة.
الإجماع الشائع هو أنَّ تنظيم اليوم بتخطيط الوقت أو جدولته هي الطريقة المثلى لاستثمار الوقت، ولذلك فقد تمَّ تصميم جدولٍ نموذجيٍّ للتوقيت الصيفي لجعل الناس يستيقظون أبكر ولاستثمار الوقت بشكل أفضل. على الرغم من هذا، فإنَّ مزايا التوقيت العادي بالمقابل ممتازةٌ لدرجةٍ تجعل الكثير من الناس يتجاهلون ما إن كان التوقيت الصيفي جاري المفعول، عن طريق تعديل جداول أعمالهم لتتناسق مع إذاعات التلفاز وأوقات الشروق والغروب. لا يستعمل التوقيت الصيفي عادةً خلال فصل الشتاء، إذ أنَّ الصَّباحات تُصبِحُ أكثر عتمة: فقد لا يتمكَّن العمَّال من الحصول على ساعات راحةٍ مضاءةٍ بنور الشمس، وقد يُضَطَّر الأطفال إلى الذهاب إلى مدارسهم في الظلام. وبما أنَّ التوقيت الصيفي يُطبَّق في مجتمعاتٍ متفاوتة، فإنَّ تأثيره قد يختلف بحسب اختلاف ثقافة المجتمع وشدَّة الضوء والموقع الجغرافي والمناخ، ولهذا يُصبِح من الصَّعب تحديد رأيٍ معمَّمٍ عن التأثير المطلق لاستخدام هذا التوقيت. وقد تتبنَّى بعض المناطق التوقيت الصيفي لغرض الاتساق مع الآخرين فضلًا عن فوائده المباشرة.
التوقيت الصيفي له قدرة على حفظ الطاقة
تأتي قدرة التوقيت الصيفي على حفظ الطاقة أساساً من تأثيره على إضاءة المنشآت، والتي تحفظ ما يقارب 3.5% من الكهرباء في الولايات المتحدة وكندا. ويقلّل تأجيل أوقات الشروق والغروب من استخدام الإضاءة الصناعية في المساء، إلا أنه يزيدها بالمقابل في الصباح، وكما قال بنيامين فرانكلين متهكّماً، فإنَّ تكاليف الإضاءة تقلُّ عندما يتغلب تقليل ساعات المساء على الزيادة المتنامية في ساعات النهار، كما في صيف المناطق عالية الارتفاع عندما يستيقظ الناس بوقت متأخّرٍ جداً بعد طلوع الشمس. وقد كان من الأهداف الأساسية للتوقيت الصيفي تقليل استخدام الأنوار الكهربائية في المساء، لأنه كان من أبرز أسباب استهلاك الطاقة الكهربائية. وعلى الرغم من أن توفير الطاقة لا زال هدفاً مهماً للتوقيت الصيفي، إلا أنَّ أنماط استهلاك الطاقة تغيَّرت إلى حدٍّ كبيرٍ منذ ذلك الحين، والبحوث التي أجريت مؤخراً ما زالت قاصرةً وتُقدِّم نتائج متضاربة. يتأثر استهلاك الكهرباء بالجغرافيا، والمناح، والاقتصاد بشكل كبير، بما يجعله من الصعوبة بمكانٍ وضع قواعده ضمن إطار عالمي واحد.
توصَّل قسم المواصلات بالولايات المتحدة (بالإنجليزية: DOT) في عام 1975 بعد دراسةٍ أجراها إلى أنَّ التوقيت الصيفي قد يُقلِّلَ استخدام الدولة للكهرباء بقدر 1% خلال شهري مارس وأبريل، ولكن المكتب الوطني للمعايير (بالإنجليزية: NBS) راجع هذه الدراسة في عام 1976 ولم يجد – على عكسها – حدوث فرقٍ بارزٍ في استهلاك الكهرباء. في عام 2000 عندما بدأت أجزاءٌ من أستراليا باستخدام التوقيت الصيفي في أواخر الشتاء لم ينخفض استهلاك الكهرباء عموماً، بل على العكس زاد حِمْل الذروة الصباحية وزادت الأسعار. وقد زاد التوقيت الصيفي من استهلاك الكهرباء في غرب أستراليا خلال صيف 2006-2007 في أيَّام الصيف الحارَّة، فيما قلَّل من استخدامه بالمقابل في الأيام الباردة، وككلٍّ ازدادت نسبة الاستهلاك نتيجة استعمال التوقيت الصيفي بمقدار 0.6%.
توقَّعت دراسة أجريت في اليابان عام 2007 أن تطبيق التوقيت الصيفي سيقلّل من استهلاك الكهرباء، وقد قدَّرت دراسةٌ أخرى أجريت في نفس العام أنَّ التوقيت الصيفي سيزيد من إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية في مدينة أوساكا اليابانية بنسبة 0.13%, مع تقليل تكاليف الإضاءة بمقدار 0.02% مقابل زيادة 0.15% في تكاليف التكييف; وكلاتا الدراستين لم تتطرَّق للجانب التجاري أو غير السكني. وهذا على الأرجح بسبب تأثير التواقيت الصيفية على استخدام الطاقة الضوئية الملاحظ غالباً في المناطق السكنية. وقد وُجد في دراسة عام 2007 أنَّ تأثير تطبيق التوقيت الصيفي على استهلاك الكهرباء بولاية كاليفورنيا كان ضئيلاً أو معدوماً. وقد قُدِّر في دراسة عام 2007 أن التوقيت الشتوي من شأنه أن يمنع زيادةً بنسبة 2% في متوسط الاستهلاك الكهربائي في بريطانيا العظمى، وقد رُوجِعَت هذه الورقة في شهر أكتوبر عام 2009.
أجرت دراسة في عام 2008 فحصاً على بيانات الفواتير في إنديانا قبل وبعد اعتماد التوقيت الصيفي عام 2006، واستنتجت أن التوقيت الصيفي زاد الاستهلاك السكاني العامَّ للكهرباء بنسبة تتراوح من 1% إلى 4% بسبب التكييف الإضافي فترة الظهيرة والتدفئة الإضافية فترة الصباح؛ وقد كانت الزيادات الأساسية في فصل الخريف. تُقَدَّر التكلفة السنوية لاستعمال التوقيت الصيفي في منازل إنديانا بنحو 9 ملايين دولار، مع ما يتراوح من 1.7 إلى 5.5 ملايين دولارٍ كتكاليفٍ إضافيَّةٍ عائدة إلى التزايد السكاني. في الآن ذاته، خلص قسم الولايات المتحدة للطاقة (بالإنجليزية: DOE) في تقريرٍ عام 2008 إلى أنَّ تمديد الولايات المتحدة لاستعمال التوقيت الصيفيَّ عام 2007 وفَّر 0.5٪ من استهلاك الكهرباء في خلال فترة طويلة. وقد حلَّل هذا التقرير فترة التَّمديد فقط دون احتساب ما سبقها، كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار استعمال وقود التدفئة.
دراسة: التوقيت الصيفي زاد الاستهلاك السكاني العام للكهرباء
أجرت دراسة في عام 2008 فحصاً على بيانات الفواتير في إنديانا قبل وبعد اعتماد التوقيت الصيفي عام 2006، واستنتجت أن التوقيت الصيفي زاد الاستهلاك السكاني العامَّ للكهرباء بنسبة تتراوح من 1% إلى 4% بسبب التكييف الإضافي فترة الظهيرة والتدفئة الإضافية فترة الصباح؛ وقد كانت الزيادات الأساسية في فصل الخريف. تُقَدَّر التكلفة السنوية لاستعمال التوقيت الصيفي في منازل إنديانا بنحو 9 ملايين دولار، مع ما يتراوح من 1.7 إلى 5.5 ملايين دولارٍ كتكاليفٍ إضافيَّةٍ عائدة إلى التزايد السكاني. في الآن ذاته، خلص قسم الولايات المتحدة للطاقة (بالإنجليزية: DOE) في تقريرٍ عام 2008 إلى أنَّ تمديد الولايات المتحدة لاستعمال التوقيت الصيفيَّ عام 2007 وفَّر 0.5٪ من استهلاك الكهرباء في خلال فترة طويلة.وقد حلَّل هذا التقرير فترة التَّمديد فقط دون احتساب ما سبقها، كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار استعمال وقود التدفئة.
اقترحت عدة دراساتٍ أنَّ التوقيت الصيفي يزيد من استهلاك الوقود للمركبات،وقد أشار نقرير وزارة الطاقة الأمريكية في عام 2008 إلى أنه لا توجد زيادةٌ في استهلاك المركبات للوقود نتيجةً لتمديد العمل في التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة عام 2007.
يستفيد تُجَّار التجزئة وصانعو السلع الرياضية وغيرها من الشركات من زيادة وقت النهار بعد الظهر، لأن العملاء يقضونه في التسوُّق والمشاركة بالألعاب الرياضية في الهواء الطَّلق بعد الظهر. وقد قدَّرت مجلة فورتشن في عام 1984 أن زيادة سبعة أسابيعٍ من التوقيت النهاري (استعمال التوقيت الصيفي بعبارةٍ أخرى) ستعود بريع 30 مليون دولار أمريكي إضافي على متاجر “7-Eleven” وحدها، كما قدَّرت مؤسسة ناشيونال غولف أن الزيادة ستزيد من عائدات صناعة الغولف ما بين 200 مليون إلى 300 مليون دولار أمريكي. وقدَّرت دراسةٌ في عام 1999 أن التوقيت الصيفي يزيد من عائدات قطاع الاستجمام في الاتحاد الأوروبي بما يقارب 3٪.
وعلى النقيض من ذلك، فمن المُمكِن أن يؤثر التوقيت الصيفي سلباً على الفلاحين وآخرين ممَّن يعتمدون في عملهم على الشمس، وذلك ما جعلهم أعداءً له في الغالب،وذلك بالرغم من أن الكثير من الفلاحين في الوقت الحالي هم إما محايدون أو ممَّن يفضّلون التوقيت الصيفي. ومن أمثلة أسباب معاداة الفلاحين للتوقيت الصيفي: أن حصد الحبوب يُفَضَّل أن يتم بعد تبخّر الندى، ولذا حين تصل الأيدي العاملة وتغادر الحقل مبكِّراً في أيام الصيف، يُصبِح عملهم ذو قيمة أقلّ. ويشتكي عاملو الألبان أيضاً من هذا التغيير، إذ إنَّ الأبقار حساسَّة لوقت حلبها، لذا حين يتقرَّر حلبها في وقتٍ أبكر يتسبَّب ذلك في عرقلة نظامها. وقد أصبحت المعارضة السَّابقة خاضعةً للتقنية والتغيُّرات الاجتماعية حالياً، لذا أصبح بعض المزارعين مؤيدين للتوقيت الصيفي. يَضُرُّ التوقيت الصيفي أيضاً بتقييمات البث في أوقات الذروة ومختلف أنواع المسارح.
يرجع تغيير قوانين الوقت والتوقيت الصيفي بتكلفةٍ اقتصاديَّةٍ مباشرة، حيث يتطلَّب جهداً كبيراً لتنظيم الاجتماعات عن بعد (بين أشخاصٍ في بلدان وقارات متباعدة) ودعم برامج الحاسب الآلي وما شابهها. وعلى الرغم من أنَّ البعض يرى أنَّ تأخير أو تبكير التوقيت يرتبط بتدهور الكفاءة الاقتصادية، وأنه في عام 2000 قُدِّرت الخسائر الناتجة عن استعمال التوقيت الصيفي بحوالي 31 مليار دولار يومياً في البورصات الأمريكية، فإنَّ الأرقام المُقدَّرة لا زالت محلَّ خلافٍ وجدلٍ كبيرين.
تتسبب تحوُّلات الساعة والتوقيت بتعطيل النوم وتقليل منفعته للجسم
للتوقيت الصيفي آثارٌ مختلفةٌ على الصحَّة في المجتمعات التي تعتمد على جداول عملٍ ثابتة. يُوفِّر التوقيت الصيفي المزيد من الوقت لعمل نشاطاتٍ خارج المنزل بعد الظهيرة في ضوء الشمس، وهو يؤدي إلى تغيير آلية التعرض لضوء الشمس (وكون هذا التغيير مفيداً أم لا يعتمد على المكان وجدول الأعمال اليومي)، حيث إنَّ أشعة الشمس تحتوي على فيتامين دي المفيد للصحة والذي يمتصَّه الجلد عن طريق أشعة الشمس، ولكن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد. تُؤثِّر أشعة الشمس تأثيراً قوياً في الاضطرابات النفسية الموسمية، سواءً الاضطرابات المصاحبة للتغيُّر السنوي الفصلي صيفاً أو شتاءً بسبب غروب الشمس في وقت متأخرٍ من اليوم. إنَّ استخدام التوقيت الصيفي لثلثي العام وجعل توقيت غروب الشمس غير طبيعيٍّ له تأثيرٌ على الذين يعانون من الاضطرابات النفسية الموسمية الصيفية، أكبر حتى من تأثير قصر النهار في الشتاء بالتوقيت الطبيعي على هؤلاء المرضى. قد يزيد التوقيت الصيفي من حالات الاكتئاب من خلال التسبب في استيقاظ الناس مبكِّراً، ولكن البعض يقولون عكس ذلك. كما يُمكِن أن يُضِرَّ التوقيت الصيف بالمصابين بالعشى.
تتسبَّب تحوُّلات الساعة والتوقيت بتعطيل النوم وتقليل منفعته للجسم. يُمكِن لآثار تغيير التوقيت على التكيف الموسميّ لإيقاع الساعة البيولوجية أن تكون بالغة وأن تستمر لأسابيع عدَّة. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2008 أنه على الرغم من ارتفاع معدَّلات انتحار الذكور في الأسابيع التالية للانتقال الربيعي، وفقد ضعف ارتباط المعدَّل بالتوقيت كثيراً بعد تغيير فصل الانتقال. وقد وجدت دراسة سويدية أجريت عام 2008 أن النوبات القلبية كانت أكثر شيوعاً بكثيرٍ في أيام الأسبوع الثلاثة الأولى بعد الانتقال الربيعي، وأقلَّ بكثيرٍ في نهاية الأسبوع الأولى بعد الانتقال الخريفيّ.أفادت حكومة كازاخستان بأنَّ حدوث مضاعفاتٍ صحيَّةٍ بسبب تحويلات الساعة كان سبباً لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في عام 2005. وقد ادَّعى ديمتري ميدفيديف – رئيس روسيا – في شهر مارس عام 2011 أنَّ: «الضغط الناتج عن تغيير الساعة» كان دافع روسيا لتطبيق التوقيت الصيفي على مدار السنة، وقد تحدَّث مسؤولون في ذلك الوقت عن زيادة سنوية في معدلات الانتحار خلال فترة تطبيق التوقيت.
يشوب تحويل الساعة إلى التوقيت الصيفي عيباً بارزاً وهو التعقيد. فلابُدَّ أن يتذكَّر الناس تغيير ساعاتهم كلُّ ما حان وقت التحويل إلى التوقيت الصيفي، ومن ممكن أن يكون هذا الإجراء مستهلكاً للوقت، خصوصاً في الساعات الميكانيكية التي لا ترجع للوراء بسهولة.وسيحتاج الأشخاص الذين يضطرون في عملهم للتنقُّل عبر عدة مناطق زمنيًّةٍ إلى تعديل التوقيت مرَّاتٍ كثيرة وفقاً لقواعد مختلفة، حيث لا تستعمل جميع البلدان والمناطق التوقيت الصيفي، وحتى تلك التي تستعمله لا تحسبه كلّها بنفس الطريقة. كما قد يتغيَّر طول اليوم بالتقويم، حيث لن يكون دوماً 24 ساعة. ستتعرقل الاجتماعات، والسفر، والبث، ونظم الفواتير، وإدارة السجلات، كلها مشاكل مألوفة وقد تكون مكلفةً اقتصادياً.كما أنَّه في أثناء الانتقال الخريفي من 2:00 حتى 01:00، تقرأ الساعة من 01:00:00 إلى 01:59:59 مرتين، مما قد يصيب الناس بالارتباك.
لحقت أضرارٌ بإحدى منشآت الصلب الألمانية خلال الانتقال إلى التوقيت الصيفي في عام 1993، عندما سمَحَ نظام توقيت جهاز حاسوبٍ مرتبطٍ بإشارة راديو متزامنة، للفولاذ المنصهر بأن يبرد مدَّة ساعة واحدة أقلَّ من المدة المطلوبة، ممَّا أدَّى إلى تشظّيه وتناثره عند صبِّه. قد يتسبَّب تحويل التوقيت أيضاً في أخطاءٍ بالأجهزة الطبية تضرُّ بالمرضى، دون أن يكون واضحاً للأطباء المسؤولين عن الرعاية سبب المشكلة. وقد تتفاقم هذه المشاكل عندما تتغيَّر قواعد التوقيت الصيفي نفسها، حيث يجب على مطوُّري البرمجيات الحاسوبية اختبار وربَّما تعديل العديد من البرامج، ويجب على المستخدمين تثبيت التحديثات وإعادة تشغيل التطبيقات لينتظم توقيتها.
لقد اقترح في البداية تجنّب بعض المشاكل الناجمة عن تعديل التوقيت بأن يكون تعديله تدريجياً، فعلى سبيل المثال، يتم تقديم أو تأخير الساعة 20 دقيقة أسبوعياً، حتى يتم تعديلها بالقدر المطلوب. ولكنَّ هذه التحوُّلات سوف تضيف المزيد من التعقيدات بالنسبة لضبط المواقيت خلال فترة تعديل الساعة، فلم يتم تطبيقها أبداً. كما يزيد التوقيت الصيفي من مشاكل استعمال التوقيت القياسي، فعند قراءة مزولة على سبيل المثال، لابُدَّ من أخذ اختلافات المناطق الزمنية وأنظمة التوقيت بالحسبان باستمرار. كما أن التعليمات الصحية بخصوص التعرض للشمس مثل تجنب الشمس خلال ساعتي الظهرية تصبح أقل دقة حينما يتم استعمال التوقيت الصيفي.