أخبارالرئيسيةثقافة و فن

غزة…مرآة الرجولة في زمن السقوط

غزة…
حين تصير الرجولة امتحانا حين تمرض الإبل وتنكسر أنياب الأسود ويخيم الصمت على حناجر الخيول نعلم أن شيئا عظيما في هذا الكون قد اختل.
لكن غزة وحدها تخرج من تحت الركام كأنها أول الخلق تشهد أن الحياة لا تمنح إلا لمن يستحقها…
غزة لا تنتظر الفاتحين ولا تبيع كرامتها في سوق الخطابات.
هي التي تكتب المجد كل يوم بالدم والدمع والدعاء.
فيا من خاصمتم الضمير أنسيتم أن غزة إن ضيعت ضاع الشرف من قاموس الأمة؟
أما سمعتم صراخ أطفالها وهم يرممون الكبرياء بحجارة وابتسامة؟
غزة لا تلوم من خذلها فقد اعتادت الطعن من الظهر لكنها تحفظ الوجوھ وتدونها في ذاكرة الزمن
ذاك زمن لا يرحم من باع ولا يكرم من صمت.
غزة ليست نداء استغاثة بل صفعة وعي
فإما أن تكونوا رجالا…
وإما أن تظلوا ظلالا تمشي في صمت العار

تخبركم غزة: أنا…
انا الأم التي لا تموت
أنا التي حملت في أحشائي أرضا وأملا
وربيت أبناء لا يعرفون اليأس
علمتهم أن الصمود غذاؤهم وأن الحرية لا تأتي على طبق من ذهب
بل تقطف من شجرة الألم وتسقى بدماء الشهداء.

تخبركم غزة:
حين تصمت الخيول أحتضن أولادي بين يدي
وأغني لهم أغنيات الشجاعة
وأروي لهم حكايات الأبطال الذين لم يعشوا سوى من أجل هذ الأرض
لا أحتاج صمتكم بل أحتاجكم أن تكونوا صوتا واحدا في وجھ الخذلان
وتقول لكم غزة…

تخبركم غزة:

أنا مرآة الرجولة في زمن السقوط
حين تخلى الرجال عن مبادئهم
كنت ولا أزال أرفع راية الكرامة فوق رأسي
لا تساومني الدنيا ولا تشتريني الأهواء
أنا الأم التي لا تساوم على دماء أطفالها حين يختبئ الآخرون خلف كلماتهم
أنطق أنا بأوجاعهم وآمالهم وأكشف عجزهم في كل لحظة تمرفي صمت
لا أخشى الخذلان
ولكنني أفضح من اختاروا أن يكونوا متفرجين في مسرح الدم

تخبركم غزة:
لا أُخذل… لأنني لا أنتظر منكم شيئا
إنما أطلب منكم أن تعودوا إلى إنسانيتكم أن تحيوا ولو في قلوبكم ذكرى الحرية
وأن تعلموا أن الحق لا يهزم.

أنا غزة…
أم لا تموت لا تندثر ولا تزال تنبض بحياة جديدة في كل شهيد
وفي كل طفل يصرخ بأسمائكم
في ختام المقال، يمكن لغزة أن تطرح هذا السؤال المحرج على الأمة:

تخبركم غزة:
إذا كانت الأرض لا تكذب فكيف تكذبون على أنفسكم؟
كيف ترفعون رايات الشرف وأنتم في صمتكم تخونون؟
كيف تذكرونني في كلماتكم وتنسونني في أفعالكم؟
هل يكفيكم أن تتغنوا بتاريخي وتغضوا النظر عن ألمي؟
أم أنكم سترونني فقط عندما أكون مجرد ذكرى في صفحات الماضي؟
هل تعلمون أنكم اليوم تختارون بين أن تكونوا مع الحرية أو أن تكونوا في خانة الخذلان؟.

تخبركم غزة انكم!!..؟؟الخ.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button