تتويج مغربي بارز في جائزة الشيخ زايد للكتاب

شهدت الدورة التاسعة عشرة من “جائزة الشيخ زايد للكتاب” تألقاً مغربياً لافتاً، حيث حصد ثلاثة مبدعين مغاربة جوائز مرموقة في فروع متنوعة، مؤكدين بذلك على الثراء والتنوع الذي يميز المشهد الثقافي والأدبي في المملكة. هذا الإنجاز يعكس القيمة والإسهام النوعي للأعمال المغربية في إثراء المكتبة العربية والعالمية.
تألقت الكاتبة لطيفة لبصير بفوزها بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن عملها المؤثر “طيف سَبيبة”. وقد أشادت لجنة التحكيم بالمعالجة الأدبية الرائعة التي يقدمها الكتاب لموضوع اضطراب طيف التوحد، وبأسلوبه السلس الذي يراعي تقاليد القراءة لهذه الفئة العمرية. كما تم التنويه بأهمية المنظور السردي الذي تتبعه الكاتبة من خلال الأخت الكبرى، مما يسلط الضوء على ضرورة الوعي المجتمعي والتعامل الإيجابي مع التوحد.
وفي مجال الفنون والدراسات النقدية، حصد الباحث المتميز سعيد العوادي جائزة هذا الفرع عن كتابه العميق “الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي”. وقد نوهت الجائزة بالمقاربة النقدية الرصينة التي يقدمها الكتاب للعلاقة بين الطعام والخطاب البلاغي في التراث العربي، مع التركيز على تحليله للنصوص الأدبية من منظور ثقافي واسع، وإثرائه للدراسات البلاغية بمقاربات تتجاوز الأطر التقليدية.
أما في فرع التنمية وبناء الدولة، فقد كان التتويج من نصيب الباحث المغربي الإماراتي محمد بشاري عن كتابه الهام “حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة”. وقد سلطت الجائزة الضوء على القراءة الفقهية التأصيلية التي يقدمها الكتاب لمفهوم الكد والسعاية في الإسلام، وتوضيحه لجذوره في الاجتهاد الفقهي وقدرته على مواكبة التغيرات الاجتماعية، معتبرة عمله إضافة قيمة للمكتبتين العربية والعالمية في تعزيز دور المرأة كشريك فاعل في المجتمع.
إلى جانب الفائزين المغاربة، شهدت الجائزة تتويج مبدعين آخرين من دول عربية وأجنبية في فروع الآداب والترجمة والثقافة العربية في اللغات الأخرى وتحقيق المخطوطات، بالإضافة إلى منح جائزة شخصية العام الثقافية للأديب الياباني هاروكي موراكامي.
تعتبر “جائزة الشيخ زايد للكتاب” من أهم الجوائز الأدبية والعلمية المستقلة، وتلعب دوراً محورياً في دعم المشهد الثقافي وتعزيز حركة النشر والترجمة وتكريم المبدعين والمثقفين، كما تساهم في إبراز التنوع الثقافي ومد جسور التواصل بين الحضارات. وقد شهدت الدورة التاسعة عشرة مشاركة واسعة تعكس مكانتها وأهميتها على الصعيدين العربي والدولي.