روسيا تعزز دعمها العسكري لتحالف دول الساحل

شيماء مجاهد
أكدت روسيا مجددًا دعمها الثابت لدول تحالف دول الساحل (AES)، الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وبعد انخراطها بالفعل بشكل ثنائي مع كل دولة، أعلنت موسكو عن دعمها للقوة المشتركة المكونة من 5000 رجل والتي أنشأها التحالف لمكافحة الإرهاب. ويعزز هذا الدعم التعاون العسكري المتزايد بين روسيا ودول الساحل، في سياق الانسحاب التدريجي للشركاء الغربيين التقليديين.
ولمواجهة التهديد الجهادي المستمر، أعلنت الدول الثلاث في تحالف دول الساحل عن نشر قوة عسكرية مشتركة قوامها 5000 رجل. سيتم تجهيز هذه القوة بمعدات متطورة ووسائل استخبارات حديثة، وسيتم نشرها في أراضي مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ويهدف هذا الإجراء إلى تجميع الموارد الوطنية، وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي، واستعادة السيطرة على المناطق التي تعاني من انعدام الأمن.
وقد قوبلت هذه المبادرة بترحيب وموافقة من روسيا. وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو ستضع تحت تصرف هذه القوة مدربيها العسكريين ذوي الخبرة بالإضافة إلى أسلحة القتال. وصرح قائلاً: “يمكن لخبرائنا المساعدة في تطوير وتجهيز هذه القوات بأسلحة وآلات محددة”، مما يؤكد رغبة روسيا في لعب دور مركزي في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتوسيع نفوذها في القارة الأفريقية.
ويندرج هذا الدعم اللوجستي من جانب روسيا في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية لهذا التحالف الساحلي الجديد، الذي يواجه جماعات مسلحة تزداد تنظيماً وعنفاً.
تأتي القوة المشتركة لتحالف دول الساحل لتكمل الجهود الفردية التي تبذلها كل دولة بالفعل على أراضيها. ففي بوركينا فاسو، على سبيل المثال، أنشأ الرئيس إبراهيم تراوري قوة تدخل سريع جديدة تتكون من 14000 جندي بالإضافة إلى متطوعين للدفاع عن الوطن (VDP) لمكافحة الإرهاب. وتظهر هذه التعبئة الداخلية التزام البلاد باستعادة زمام المبادرة في مواجهة الجماعات المسلحة، بالتوازي مع العمل الإقليمي المنسق داخل تحالف دول الساحل.