الاتحاد الأفريقي يطرد سفير إسرائيل من فعالية إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع حادثة دبلوماسية بارزة، حيث تم طرد سفير إسرائيل لدى إثيوبيا من فعالية نظمها الاتحاد الأفريقي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994. وقد وصف السفير الإسرائيلي هذا الإجراء بأنه “مخزٍ”.
وكشف مسؤول إسرائيلي لوكالة أسوشييتد برس الأربعاء أن عملية الطرد من الفعالية السنوية جاءت بناءً على طلب مباشر من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود يوسف.
وفي تعليقه على الحادثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، اتهم السفير الإسرائيلي أفراهام نيغوسي الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي بـ “اختيار إدخال عناصر سياسية معادية لإسرائيل”. وأضاف أن هذا الإجراء “يكشف عن سوء فهم أساسي لتاريخ الشعب الرواندي والشعب اليهودي”، مؤكدًا أنه كان قد تلقى دعوة لحضور الفعالية من دولة رواندا نفسها.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود يوسف، وزير الخارجية الجيبوتي السابق، على الرغم من طلبات التعليق المتعددة. وكان يوسف قد تولى منصبه الجديد كرئيس للمفوضية في فبراير الماضي.
في المقابل، أوضح دبلوماسي في الاتحاد الأفريقي يوم الأربعاء أن طرد السفير الإسرائيلي جاء بسبب فقدان إسرائيل صفة مراقب لدى الهيئة القارية التي تتخذ من أديس أبابا مقرًا لها.
وكانت إسرائيل قد استعادت صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021 بعد عقدين من سحبها على خلفية صراعها مع الفلسطينيين، وذلك في إطار جهودها لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية. إلا أن هذه الصفة عُلقت مجددًا في عام 2023 بانتظار مراجعة من قبل لجنة من رؤساء الدول الأفريقية، والتي لم تصدر قرارها بعد. ويُذكر أن دبلوماسيًا إسرائيليًا رفيع المستوى كان قد طُرد من القمة السنوية للاتحاد الأفريقي في عام 2023 بسبب عدم حصوله على الاعتماد اللازم.
ويحافظ الاتحاد الأفريقي على علاقات وثيقة مع الفلسطينيين، وغالبًا ما يدعو قادتهم لإلقاء كلمات في التجمعات الكبرى.
يأتي هذا الحادث في ظل توتر متزايد في المنطقة، حيث كانت إسرائيل قد أنهت وقف إطلاق النار واستأنفت هجومها العسكري في غزة الشهر الماضي. وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب مع حماس في أكتوبر 2023.
كما تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا، وهي عضو بارز في الاتحاد الأفريقي، قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية خلال عملياتها العسكرية في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة وتصفه بأنه “مشين”.