جريمة تهزّ مخيمات تندوف.. الجيش الجزائري يطلق النار على مدنيين عُزّل وموجة غضب شعبي تتفجر

تندوف – الحدث الإفريقي
في تصعيد ميداني خطير وغير مسبوق، شهد مخيم “الداخلة”، الواقع على بعد نحو 178 كيلومترًا جنوب شرق مدينة تندوف الجزائرية، فجر أمس حادثة دموية أسفرت عن مقتل مدنيين عُزّل وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، إثر إطلاق نار مباشر من قبل عناصر من الجيش الجزائري. الحادثة التي هزت الرأي العام المحلي والدولي، سلطت الضوء مجددًا على هشاشة الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو.
● تفاصيل الحادثة
بحسب مصادر ميدانية وشهادات موثّقة، وقعت الجريمة بمنطقة ما بين “العرگوب” و”اجريفية” داخل مخيم الداخلة، وذلك خلال مطاردة عناصر من الجيش الجزائري لعدد من المنقبين المحليين. وخلال العملية، أُطلق الرصاص الحي بشكل مباشر في أوساط سكنية مأهولة، ما أسفر عن مقتل المدني سيد أحمد غلام بلالي، إلى جانب ضحية أخرى من جنسية موريتانية، وجرح عشرة آخرين، بينهم أطفال ونساء.
https://www.facebook.com/share/v/15xx5sMYu6/
● احتقان شعبي وتصعيد احتجاجي
خلفت الواقعة صدمة عنيفة في أوساط ساكنة المخيمات، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تسجيلات مصورة توثق أصوات الرصاص وصيحات الاستغاثة وسط حالة من الهلع. كما اندلعت احتجاجات غاضبة تطالب بمحاسبة المتورطين في الحادث، في وقت رفعت شعارات تندد بما وصفته بـ”الاحتلال الجزائري” و”قمع البوليساريو”.
مصادر محلية أكدت أن بعض الأهالي لمّحوا إلى نيتهم كسر الطوق الأمني المفروض عليهم منذ عقود، والفرار نحو الأراضي المغربية، في محاولة للبحث عن الأمن والكرامة بعد أن تقطعت بهم السبل داخل مخيمات محاصرة سياسيًا وعسكريًا.
● دلالات الموقع وسياق الحادث
تأتي هذه الحادثة وسط توترات متزايدة في المنطقة، لا سيما في ظل التحركات الجزائرية الأخيرة حول منجم “غارا جبيلات” الغني بالحديد، والواقع على مقربة من مسرح الجريمة. المنجم الذي باشرت الجزائر في استغلاله رغم الجدل القانوني حول ملكيته، يثير مخاوف من استغلال الموارد في مناطق متنازع عليها، في خرق واضح للمعاهدة الحدودية الموقعة مع المغرب سنة 1972.
● أزمة إنسانية متفاقمة
الحادثة تبرز من جديد الوضع الكارثي الذي تعيشه ساكنة مخيمات تندوف، حيث تغيب الحماية القانونية والرقابة الدولية الفعلية، وسط اتهامات متواصلة للبوليساريو باستغلال السكان كـ”دروع بشرية” ضمن صراع إقليمي مفتوح. ويؤكد ناشطون أن جبهة البوليساريو لم تعد سوى واجهة لإدارة عسكرية جزائرية تفرض سيطرتها بالحديد والنار.
● مطالب بتحقيق دولي
في ظل تزايد حدة الانتهاكات، دعا نشطاء حقوقيون ومنظمات مدنية إلى فتح تحقيق دولي عاجل، وتشكيل بعثة أممية مستقلة للوقوف على أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، مطالبين بتمكين السكان من حقهم في حرية التنقل والاختيار السياسي.