رئيس فدرالية الأطباء العامين.. إصلاح المنظومة الصحية رهين بإعادة الاعتبار للطبيب العام وتمكينه

شيماء مجاهد
أكد رئيس فدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط سلا القنيطرة، الدكتور عز الدين كميرة، أن أي إصلاح حقيقي وناجح للمنظومة الصحية في المغرب لن يتحقق إلا من خلال إعادة الاعتبار لمكانة الطبيب العام، وضمان حصوله على التكوين المستمر، وتوفير بيئة مهنية ملائمة تمكنه من أداء مهامه النبيلة في أفضل الظروف الممكنة.
واعتبر الدكتور كميرة، خلال افتتاح المؤتمر التاسع لفدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط سلا القنيطرة المنعقد بالرباط تحت شعار “الطبيب العام في ظل الذكاء الاصطناعي: دور مركزي في إصلاح المنظومة الصحية”، أن اللحظة الصحية الراهنة، على المستويين الوطني والدولي، تستدعي أكثر من أي وقت مضى تمكين الأطباء العامين من التكوين المستمر وتوفير بيئة عمل داعمة لمهامهم المتعددة، خاصة وأنهم يشكلون حلقة الوصل الأولى والأساسية بين المواطن وباقي المكونات التخصصية للمنظومة الصحية.
وشدد على أن اختيار شعار المؤتمر لم يكن اعتباطيًا، بل جاء استجابة للتحولات العميقة التي يشهدها قطاع الصحة، وعلى رأسها التقدم التكنولوجي المتسارع، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح يحتل مكانة متقدمة في تطوير الأداء الطبي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى، مما يجعل الطبيب العام في موقع محوري لقيادة هذا التحول بفضل قربه من المواطن ودوره الحيوي في التشخيص المبكر وتنسيق مسار الرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور كميرة أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات وتقييم التحديات التي تطرحها التقنيات الحديثة في المجال الطبي، حيث تفتح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة للرعاية الصحية، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات جوهرية حول كيفية دمج هذه الأدوات مع الممارسة الطبية اليومية دون المساس بالبعد الإنساني الذي يميز مهنة الطب.
وقد شهد حفل افتتاح المؤتمر حضور شخصيات بارزة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات التعليمية والمراكز الاستشفائية والمختبرات وشركات التكنولوجيا الطبية، وذلك في إطار توجه المؤتمر نحو تعزيز التعاون متعدد القطاعات من أجل إيجاد حلول مشتركة تواكب التحولات الجارية في القطاع الصحي.
وعلى مدار ثلاثة أيام، سيشمل المؤتمر سلسلة من الجلسات العلمية والعروض الأكاديمية يقدمها أساتذة وخبراء من داخل المغرب وخارجه، لمناقشة مواضيع دقيقة تتعلق بعلاقة الذكاء الاصطناعي بالرعاية الطبية، ومستقبل الطب العام، والإصلاحات الهيكلية المطلوبة للنهوض بالقطاع الصحي في المملكة.
وتتجلى الأهمية الاستثنائية لهذا الحدث في ظل التوجه الوطني نحو تعميم التغطية الصحية الشاملة من خلال الورش الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية، وهو ما اعتبره المنظمون “تحديًا وطنيًا” يتطلب انخراطًا كاملاً من جميع الفاعلين في القطاع الصحي، وفي مقدمتهم الأطباء العامون الذين يقع على عاتقهم دور محوري في تحقيق أهداف هذا الورش الوطني الطموح.
ومن المنتظر أن تتواصل أشغال المؤتمر حتى يوم غد الأحد 13 أبريل، وأن تُختتم بإصدار وثيقة ختامية تتضمن خلاصات علمية وتوصيات مهنية تسترشد بها الفدرالية في برامجها المستقبلية، وتُرفع إلى الجهات المعنية لدعم جهود إصلاح المنظومة الصحية في المملكة.