أخبارالرئيسيةصحافة وإعلام

الصحافي حسن المولوع يعتذر و هاجر الريسوني ترد

اعتذر الزميل حسن المولوع لزميلته هاجر الريسوني الجمعة 11 أبريل الجاري، وردت على اعتذاره بالرضى، وفي ذلك سمو في نبل الأخلاق. وقالت “بما أن الزميل حسن المولوع قد تقدم باعتذاره عن الإساءة التي كنت قد تعرضت لها سابقاً من طرفه، فإنني أقبل هذا الاعتذار تقديراً لموقفه، فالمسامح كريم. وأثمّن تراجعه عن ما بدر منه، وأختار أن أردّ التحية بأحسن منها، وأتجاوز الأمر وكأنه لم يكن. أتمنى له التوفيق في مسيرته المهنية، وكل النجاح في خطواته القادمة”.

الاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار عنه فضيلة فضلى، و الاعتذار بلسم يشفي الجروح، ويثمر الحب والسكينة في النفوس.

وفي هذا قال الإمام الشافعي في أجمل بيتين شعريين:

قيلَ لي قَد أَسى عَلَيكَ فُلانٌ *** وَمُقامُ الفَتى عَلى الذُلِّ عارُ

قُلتُ قَد جاءَني وَأَحدَثَ عُذرًا *** دِيَةُ الذَنبِ عِندَنا الاِعتِذارُ

    وإليكم رسالة الزميل حسن المولوع كما نشرها في صفحته على الفيس بوك.

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
    ورحمةٌ تتنزّل على قلبك، وسكينةٌ ترفرف على روحك، ومحبةٌ صادقة تنبع من مقام الأخوة والزمالة…

    ها أنا أعود إليك من جديد، لا بجدال ولا بردّ، بل بحروف نابعة من قلب اختار الاعتذار، لأن في الاعتذار شرف، وفي التراجع عن الأذى رفعة، وفي الاعتراف بالخطأ طُهرٌ لا يدركه إلا الصادقون…

    في ردي المطوّل عليك بالأمس، ضمّنت اعتذارا مقتضبا، ظننته كافيا، وظننت أن عجلة الزمن كفيلة بأن تطوي ما جرى، لكنني اليوم، وقد بلغني من رجلٍ حكيم، وهو صديق وأخ أعزه وأقدّره وأثق برأيه، أنك ما زلتِ تحملين في قلبك وجع تلك المقالات القديمة، والتي لم تندمل آثارها رغم السنين…ورأيت أن الواجب يقتضي أن أعود لأعتذر، وبكل وضوح.

    قال لي ذلك الرجل: “كان المقال تشهيريا”… وبما أنه قالها، وأنا أؤمن بصدقه وبحكمته ، فإنني أقرّ بما قال، وأعتذر، بلا مواربة، ولا حرج، ولا كبرياء، بل بكل تواضعٍ يليق بمن أخطأ..

    وشكرا لك، لأنك منحتني فرصة الحديث من جديد، بسبب تعليقك يوم أمس، رغم أن البعض عاتبني على ردي المطوّل، إلا أنني رأيت فيه ضرورة، لأن الأمور لا تُفهم إلا بوضعها في سياقها، وكل كلام يُفهم خارج سياقه، قد يصبح جرحا لا يلتئم..

    وشكرا لذلك الرجل الحكيم، الذي تدخل بحياد، كالأخ الأكبر، لم يطلب مني أن أكتب اعتذارا، ولم يُملي عليّ حرفا، لكنني تفهّمت من كلامه دون شرح أن كلماتي كانت جارحة، وأن وقعها لا يُستهان به..

    هي الحياة يا أختي… وسنمضي…وأنا شخصيا أضع الموت بين عيني وأخشى أن يتوفاني الله يوما وقد ظلمت أحدا دون أن أتراجع واطلب منه الاعتذار ..

    بطبيعتي، لا أحب أن أكون سببا في حزن أحد، ولا أرتاح إن شعرت أنني آذيت إنسانا بكلمة أو موقف…
    ولذلك، أعتذر منك، وأرجو أن تقبلي اعتذاري، بقلب كبير، كما عهدنا القلوب النبيلة في ساعة الصفح..

    أعتذر إليكِ، لا لأنك فقط زميلة، بل لأنني أتفهّم شعور أي أنثى تُمسّ كرامتها، وأقدّر وقع الكلمة حين تنزل في غير موضعها.

    وأؤكد من باب الإنصاف أنني، بعد تلك المقالات، كنتُ من الداعمين لكِ، ومن الذين تمنّوا لك التوفيق والسداد ودعوا لك في السر .

    وقد قالت القاعدة الفقهية: “الإسلام يجبّ ما قبله”…
    وأضيف: والاعتذار يمحو ما سبقه من الأذى إذا كان صادقا.

    وأقول لك بكل صدق أن هناك من يثير هذا الموضوع اليوم لا حبًّا فيك، ولا حرصًا عليّ، بل طمعا في صيد رخيص في ماء عكر، وأنا لا أرد على مثل هؤلاء، بل أمدّ إليك يد الأخوة والاعتذار..

    وأما عن عمّك سليمان، فقد سامحته منذ أن تدخّل أستاذي الكريم رحمه الله، لأن كلامه بالنسبة لي،لا يُرد ، وقد كان ممّن يعزك و يكنّ لكِ تقديرا خاصا، وقد عبّر لي عن ذلك مرارا.
    ورغم ما سبّبه لي عمّك من أذى، فقد آثرتُ طَيَّ الصفحة يومها، لأن السلام مع النفس أسمى من أي انتصار شكلي، ولأنني آمنتُ حينها أن بعض المعارك لا يُكسب فيها شيء سوى وجعٍ إضافي..

    وإنني لأتعلم مع كل ما مضى أن للكلمة أثرا لا يزول بسهولة، وأن الجرح الذي تخلّفه الحروف، قد تبقى ندبته في القلب زمنا. لذا، أعاهد نفسي أن أكون أكثر حذرا، وأشدّ حرصا، فكل عام يمرّ، يزيدني نضجا، ويمنح قلمي وقارا، ويعلّمني أن الندم على كلمةٍ جارحة، لا يُمحى إلا باعتذارٍ صادق ينبع من القلب، ويقصد الإصلاح لا المجاملة.

    لك مني خالص التقدير،
    ومن قلبي دعوة أن يملأ الله قلبك طمأنينة، ويجعل الغد أنقى من الأمس، وأن يرزقنا جميعا صفاء النية، ونقاء السريرة.

    وحرر بالبيضاء بتاريخ 11 أبريل 2025
    أخوك وزميلك
    حسن المولوع

    مقالات ذات صلة

    أضف تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    Back to top button