أوليغي نغيما يحقق فوزًا ساحقًا في انتخابات الغابون الرئاسية وسط تساؤلات حول العملية

ليبرفيل- الحدث الافريقي
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت في الغابون يوم 12 أبريل 2025، فوزًا كاسحًا للجنرال السابق بريس كلوتير أوليغي نغيما. وقد أُعلنت النتائج يوم الأحد، أي بعد أقل من 24 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، مما أثار تساؤلات حول سرعة العملية الانتخابية والظروف المحيطة بها.
ففي مؤتمر صحفي عقده يوم الأحد، أعلن رئيس اللجنة الانتخابية ووزير الداخلية، هيرمان إيمونغول، أن أوليغي نغيما حصل على أغلبية مطلقة بلغت 575,222 صوتًا، وهو ما يمثل 90.35% من إجمالي الأصوات المدلى بها. وقد لفت الانتباه إلى نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87.21%، حيث أدلى نحو 920 ألف ناخب مسجل بأصواتهم في أكثر من 3000 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك أكثر من 28 ألف ناخب أجنبي.
يأتي هذا الفوز المتوقع على نطاق واسع في أعقاب فترة من الانتقال السياسي بدأت في أغسطس 2023، عندما قاد أوليغي نغيما انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس آنذاك علي بونغو أونديمبا. وقد أنهى هذا الانقلاب أكثر من 50 عامًا من حكم عائلة بونغو للغابون.
وقد استقبلت قطاعات من الشعب الغابوني الإطاحة بعلي بونغو، الذي خلف والده عمر بونغو في السلطة، ببعض الترحيب، وذلك بسبب الإحباط المتراكم جراء عقود من عدم المساواة والاتهامات الموجهة لنظام بونغو بالفساد والإثراء الشخصي على حساب الشعب الذي يعاني جزء كبير منه من ظروف معيشية صعبة، على الرغم من الثروة النفطية الهائلة للبلاد.
ومع هذا الفوز الانتخابي، يعزز بريس كلوتير أوليغي نغيما موقعه في السلطة ويفتح فصلًا جديدًا في تاريخ الغابون السياسي. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول طبيعة هذا الانتقال نحو سلطة مدنية وما إذا كان سيحقق تطلعات الشعب الغابوني نحو تغيير حقيقي وحكم رشيد. كما أن سرعة إعلان النتائج والفوز الساحق في ظل سياق الانقلاب العسكري السابق قد يثيران مخاوف لدى بعض المراقبين بشأن مدى نزاهة وشفافية العملية الانتخابية برمتها. وستراقب الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب التطورات السياسية في الغابون خلال الفترة القادمة لتقييم مسار البلاد نحو الاستقرار والديمقراطية.