Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقياالناس و الحياةمجتمع

الجزائر تطرد المهاجرين الماليين لمواجهة الموت في صحراء

في واقعة تُشكّل انتهاكًا صارخًا لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، كشفت مصادر حقوقية وإعلامية متطابقة عن كارثة إنسانية جديدة أبطالها مهاجرون ماليون تم طردهم بطريقة لا إنسانية من قِبل السلطات الجزائرية، وتركوا يواجهون الموت عطشًا وجوعًا في مناطق صحراوية نائية.

وبحسب شهادات ناجين وتقارير منظمات إنسانية، فقد أقدمت السلطات الجزائرية خلال الأيام الماضية على ترحيل الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، معظمهم من دولة مالي، إلى مناطق قاحلة على الحدود الجنوبية، دون أي شكل من أشكال الدعم أو التنسيق مع سلطات بلدانهم الأصلية.
لقد تُرك هؤلاء المهاجرون لمصيرهم المجهول، يُصارعون حرارة الصحراء ونقص الماء والغذاء، ما أدى إلى وفاة عدد منهم في ظروف مأساوية تنفطر لها القلوب.

وتحدثت تقارير عن مآسٍ إنسانية حقيقية، حيث اضطر البعض إلى السير لأيام تحت شمسٍ حارقة دون طعام أو ماء، في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع صور الإهمال والتجرد من المسؤولية والرحمة.

في ظل هذه المأساة، يخيّم صمت رسمي مطبق من الجانبين الجزائري والمالي، ما يضاعف من هول الجريمة ويعكس تواطؤًا غير معلن مع هذه السياسات اللاإنسانية. فيما دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى فتح تحقيق فوري وعاجل، مطالبة بمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة، وضمان احترام كرامة وحقوق المهاجرين وفقًا لما تنص عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

إن ما حدث ليس فقط مأساة إنسانية، بل هو جريمة مكتملة الأركان تُحمل النظام الجزائري مسؤوليتها الكاملة، كما تكشف مجددًا الوجه الحقيقي لسياسات الطرد الجماعي والتمييز العنصري، في ظل غياب الشفافية والمحاسبة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button