“Le Parisien”.. محاولة اغتيال معارض جزائري

تمكنت الأجهزة الأمنية الفرنسية من إحباط مخطط لاغتيال معارض جزائري يقيم على أراضيها، وذلك بعد تفكيك خلية يشتبه في ارتباطها بتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية. وقد وصفت مصادر قضائية هذه القضية بأنها “غاية الحساسية” نظرًا لتقاطعها مع شبهات بتدخل مباشر من النظام الجزائري.

وكشفت صحيفة “Le Parisien” الفرنسية أن أربعة أشخاص تم توقيفهم من قبل فرقة الجريمة المنظمة بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، وذلك في إطار تحقيقات سرية تتعلق بمحاولة اختطاف واغتيال المدون الجزائري المعارض أمير ديزاد، الذي يتمتع بصفة لاجئ في فرنسا منذ سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن المتهمين يواجهون تهماً ثقيلة تشمل “التآمر الإجرامي”، و”التجسس”، و”الاحتجاز”، و”التخابر مع جهات أجنبية لتنفيذ أعمال إرهابية”. وقد دفعت هذه المعطيات النيابة العامة المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة باريس إلى تولي الإشراف المباشر على الملف، الذي بات يحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية دقيقة نظرًا لحساسية القضية وتوقيتها.

من جهته، تحدث أمير ديزاد عن استمرار الضغوط التي يتعرض لها ولأفراد عائلته. وأشار في تدوينة نشرها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن عناصر من المخابرات الجزائرية داهمت منزل والدته المسنة في مدينة وهران، قبل أن تقتاد شقيقته إلى المحكمة العسكرية بالمدينة نفسها، حيث تعرضت، بحسب روايته، لـ”الترهيب والتهديد” لساعات قبل الإفراج عنها.

وأكد المعارض أن هذه الأساليب “ليست جديدة”، متهمًا السلطات الجزائرية بتعقبه منذ سنوات عبر “محاكمات صورية، ومذكرات توقيف دولية، ومضايقات إلكترونية”، بل وصل الأمر، على حد تعبيره، إلى اختطاف قناته على منصة يوتيوب، وتهديد سلامته الجسدية بشكل مباشر.

وشدد ديزاد على أنه لن يتراجع عن مواقفه المنتقدة للنظام الجزائري، قائلاً في ختام رسالته: “حتى وإن قتلتم والدتي، فإن كل الأمهات الجزائريات الحرائر هنّ أمهاتي… وستستمر المعركة”.

وتأتي هذه القضية في سياق إقليمي متوتر وعلاقات متوترة بين فرنسا والجزائر، مما قد يزيد من حدة الخلافات بين البلدين. ومن المتوقع أن تتابع الأوساط السياسية والإعلامية عن كثب تطورات هذا الملف الحساس وتأثيراته المحتملة على العلاقات الثنائية.