المغرب يطلق مبادرة إنسانية للتكفل بأيتام وأطفال غزة مبتوري الأطراف

شهد مقر “وكالة بيت مال القدس الشريف” في الرباط، اليوم الاثنين، إطلاق مبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى التكفل بعدد من الأيتام والأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافهم في قطاع غزة.

وقد أُعلن عن هذه المبادرة خلال لقاء إخباري حضرته وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، سماح حمد، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، والمدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، ورئيس “الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين”، محمد جمال الإدريسي البوزيدي، وسفير فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، بالإضافة إلى عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي المعتمد في الرباط وشخصيات أخرى.

وأوضح بيان صادر عن وكالة بيت مال القدس الشريف أن المبادرة ستركز على التكفل بـ 300 طفل مبتور الأطراف من أصل 800 طفل فلسطيني مسجلين لدى وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب 500 طفل يتيم ضمن مشروع “كفالة اليتيم المقدسي” الذي ترعاه الوكالة منذ عام 2008. كما تتضمن المبادرة إنشاء عيادة نفسية متخصصة لمتابعة الحالات المسجلة لدى الوكالة، وذلك بمشاركة أخصائيين نفسيين مغاربة وفلسطينيين متطوعين.

وتأتي هذه المبادرة الإنسانية العاجلة في إطار الدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب للشعب الفلسطيني في القدس وقطاع غزة، تجسيدًا لتعليمات الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

وبالمناسبة، جرى توقيع اتفاقية بين محمد سالم الشرقاوي ومحمد جمال البوزيدي، تقضي بمنح الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين مبلغ ثلاثة ملايين درهم لوكالة بيت مال القدس لتنفيذ هذه المبادرة النوعية.

وفي كلمته خلال اللقاء، أكد الشرقاوي أن المملكة المغربية، كعادتها، تبقى وفية لقيمها وثوابتها في دعم القضية الفلسطينية على المستويات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والميدانية.

وذكّر بأن هذه المبادرة تمثل امتدادًا للمبادرات العديدة التي أطلقها المغرب سابقًا لصالح غزة وسكانها بتعليمات ملكية، بما في ذلك إرسال مساعدات إنسانية عاجلة على ثلاث دفعات شملت 230 طنًا من المواد الغذائية الأساسية والمياه، و40 طنًا من المساعدات الطبية لمستشفيات غزة.

كما استعرض الشرقاوي المبادرات الإنسانية التي أطلقتها وكالة بيت مال القدس في فلسطين خلال شهر رمضان الماضي، والتي تضمنت تقديم مساهمات طارئة للمقدسيين شملت أكثر من 3300 قفة و30 ألف وجبة يومية ساخنة، بالإضافة إلى 4 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية، والأغطية والأفرشة، و50 حقيبة طبية، وتجهيزات كاملة لخلية اليقظة والتنسيق لحالات الطوارئ والمستعجلات بمستشفى الهلال بالقدس.

من جانبه، أشاد السفير الفلسطيني في الرباط بالدور الهام الذي تقوم به الوكالة في تخفيف معاناة أهالي القدس وتعزيز صمود الفلسطينيين في قطاع غزة. وبدوره، أعرب البوزيدي عن فخر الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين بالمساهمة في هذا العمل النبيل لفائدة أطفال غزة، مؤكدًا أن مساهمة الجمعية في العديد من المشاريع في القدس والضفة الغربية وغزة، تمثل رسالة رمزية عن انخراط المجتمع المدني المغربي في دعم صمود الفلسطينيين ونصرة قضاياهم العادلة.

يُذكر أن ولي العهد المغربي، الأمير مولاي الحسن، كان قد استقبل في العام الماضي الأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة الـ 15 للمخيم الصيفي لوكالة بيت مال القدس الشريف، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة للقضية الفلسطينية وأبنائها.