المغرب ومولدافيا يوقعان خمس اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي

وقعت جمهورية مولدافيا والمملكة المغربية، اليوم الثلاثاء في العاصمة تشيسيناو، خمس اتفاقيات جديدة تهدف إلى تعزيز وتطوير الإطار القانوني للتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وجاء التوقيع على هذه الاتفاقيات الهامة بمناسبة زيارة العمل التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى مولدافيا، والتي تعكس عمق العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الصديقين. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى المساهمة الفعالة في تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة القائمة بينهما في شتى الأصعدة.

وتشمل الاتفاقيات الموقعة ما يلي:
– مذكرة تفاهم تتعلق بإرساء آلية للمشاورات السياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية: تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز الحوار السياسي المنتظم بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
مذكرة تفاهم حول الدبلوماسية الاقتصادية بين وزارتي الشؤون الخارجية: تسعى هذه المذكرة إلى تطوير وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين المغرب ومولدافيا.
– مذكرة تفاهم بين المؤسسات الدبلوماسية بالبلدين لتشجيع التبادل الدبلوماسي: تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المعاهد الدبلوماسية في البلدين.
– اتفاق على الإعفاء المتبادل للتأشيرة على حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة: يهدف هذا الاتفاق إلى تسهيل التبادلات الرسمية وتعزيز التعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية في البلدين.
– مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الثقافة: تهدف هذه المذكرة إلى النهوض بالتبادل والتعاون الثقافي والفني بين المغرب ومولدافيا.

إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في كافة المجالات

عقب اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية بمولدافيا، ميهاي بوبشوا، بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، صدر إعلان مشترك أكد فيه الطرفان عن إرادتهما المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الوزيران بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، وجددا التأكيد على عزمهما على تعزيز الحوار السياسي وتوسيع آفاق التعاون الثنائي ليشمل مختلف القطاعات.

واتفق الوزيران على تنظيم منتدى للأعمال يهدف إلى استكشاف وتجسيد فرص الشراكة المتاحة في قطاعات واعدة مثل الفلاحة، والأسمدة، والطاقة، والمناولة الصناعية، والرقمنة، والأمن السيبراني. كما اتفقا على دراسة سبل تطوير التعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية في البلدين وتبادل الخبرات في هذا المجال.

وأعرب الوزيران عن ارتياحهما للتوقيع على هذه الحزمة من الاتفاقيات خلال هذه الزيارة الهامة، مؤكدين على دورها في تعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية المشتركة.

الإشادة بدور المغرب وجهوده الإصلاحية

جدد الوزيران التأكيد على الدور الإيجابي والبناء الذي يلعبه البلدان في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقتيهما، معربين عن تمسكهما بالحل السلمي للنزاعات واحترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها.

واغتنم وزير الخارجية المولدوفي هذه المناسبة للإشادة بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب باعتباره قطبًا إقليميًا للاستقرار ورافعة للنمو والتنمية في القارة الأفريقية.

من جانبه، نوه الوزير بوريطة بالإطلاق الرسمي لمفاوضات انضمام جمهورية مولدافيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأشاد بالجهود الإصلاحية الكبيرة التي تبذلها مولدافيا في إطار هذا المسلسل الهام.
واتفق الوزيران على مواصلة المشاورات والتنسيق الوثيق داخل مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما أشادت مولدافيا بالإصلاحات الكبرى التي تباشرها المملكة المغربية خلال العقدين الأخيرين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ونوهت بجهود المغرب المتواصلة لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة على أهمية النموذج التنموي الجديد للمملكة وتعزيز مسار الجهوية المتقدمة.

وأشادت مولدافيا أيضًا بالمبادرات الأطلسية الهامة التي أطلقها الملك محمد السادس لصالح القارة الأفريقية، وعلى رأسها مبادرة “مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية”، و”المبادرة الملكية الدولية الرامية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي”، و”مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي نيجيريا – المغرب”، مؤكدة على دور هذه المبادرات في جعل الفضاء الأطلسي الإفريقي إطارًا جيو-استراتيجيًا ملائمًا لتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالاستقرار والازدهار في القارة.