المهرجان الدولي الأول لفيلم الأركيولوجيا والتراث يحتفي بإيف كوبانس، الباحث الأركيولوجي في حقبة ما قبل التاريخ وصديق المغرب

ضمن فعاليات المهرجان الدولي الأول لفيلم الأركيولوجيا والتراث، الذي سينظم بالعاصمة الرباط في الفترة ما بين 23 و27 أبريل 2025، سيكون هناك احتفاء خاص بالباحث الأركيولوجي في حقبة ما قبل التاريخ إيف كوبانس، وذلك نظير الخدمات العلمية الجليلة التي أسداها للبحث الأركيولوجي بالمغرب.
ويُعد إيف كوبانس من أشهر الباحثين الأركيولوجيين في العالم، وُلد بفرنسا سنة 1934، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون. في سنة 1956، التحق بالمركز الوطني للبحث العلمي، وأشرف رفقة فريق بحث فرنسي-أمريكي على العديد من البعثات العلمية بإفريقيا، حيث ارتبط اسمه بالاكتشاف الشهير للأوسترالوبيتك (لوسي) سنة 1974 بأثيوبيا.
وبالنظر إلى علاقته بالباحث كاميل أرمبورغ، استطاع أن ينسج العديد من العلاقات مع الباحثين المغاربة، حيث ائتمنه كاميل أرمبورغ على عظام لُقى البحث الأثري، ومنها جمجمتي جبل إيغود والفكين السفليين اللذين تم اكتشافهما بمنطقة سيدي عبد الرحمان.
وقد قام إيف كوبانس بتقديم لُقى البحث الأثري لجبل إيغود للمغفور له الملك الحسن الثاني، الذي دعاه لحضور الذكرى 53 للاحتفال بعيد الشباب. كما قام كوبانس، رفقة زميله في البحث الأركيولوجي جان لويس هيم، بتقديم الجمجمتين إلى الملك الراحل الحسن الثاني خلال استقبالهما برحاب القصر الملكي سنة 1982.
استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس الباحث إيف كوبانس، رفقة المهندس المغربي عبد الصمد الصنهاجي، برحاب القصر الملكي في 17 يناير 2011، حيث قدم لجلالته لُقى حفريات بشرية تعود لآلاف السنين، وهي عبارة عن بقايا عظام بشرية، تمثلت في فكين سفليين، تم اكتشافهما بالموقع الأثري سيدي عبد الرحمان خلال الأبحاث الأثرية سنة 1955.
وفي 5 فبراير 2013، عيّن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إيف كوبانس عضوًا في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالرباط.
وقد توفي الباحث إيف كوبانس بتاريخ 22 يوليوز 2022 عن سن السابعة والثمانين، وقد وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة تعزية إلى أسرته الصغيرة وإلى أسرته العلمية الكبيرة، لفقدان باحث استثنائي كبير قدم خدمات جليلة للبحث العلمي وللإنسانية.