
لا حديث اليوم لأحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة في خرجاتية هنا وهناك سوى عن قيادتها لحكومة المونديال 2030، وكأن هذه الأحزاب واثقة من نفسها ومن لعبها الذي سيمكنها مما ترغب فيه وتطمح إليه.

في واقع الأمر، تناست هذه الأحزاب المشكلة، التي سرعان ما حولت نفسها من حكومة الكفاءات إلى حكومة المونديال، أن التأهل إلى كأس قاري أو عالمي لن يتأتى الا بعد التأهل في الإقصائيات.
وهنا نتساءل هل فازت الحكومة في الإقصائيات؟؟طبعا الإجابة واضحة، ولا نقاش حولها، خسرت الحكومة في المباريات الإقصائية بنتيجة ثقيلة جدا، نتيجة كانت تحتم عليها الخروج من التصفيات قبل الحديث عن التأهل، لأنها نتيجة غير مشرفة، وخالفت وعودها مع الجمهور الذي كان ينتظر منها الأفضل، أو على الأقل تحقيق ما وعدت به في حملاتها.
نتيجة ثقيلة في مباراتها ضد البطالة التي مزقت الشباك بكثرة الأرقام المخيفة كما أكدتها المندوبية السامية للتخطيط في تعليقها على المباراة، عفوا في تقريرها.
نتيجة أخرى ثقيلة في المباراة التي جمعتها مع الصحة والتعليم، نتيجة جعلت الحكومة تطالب صندوق النقد الدولي، حكم المباراة بإضافة الوقت الإضافي، من أجل تحقيق التعادل، لكن هيهات ثم هيهات، الحكم عطف عليها بوقت كبير والنتيجة هزيمة نكراء أمام الخصم التعليم والصحة.
هزائم متتالية في هذا وذاك، جعلت الحكومة تغير خطتها التي تلعب بها. فالتجأت إلى شراء بعض اللاعبين من خلال منحهم دعما كبيرا، لعل وعسى تغيير النتائج ومحاولة تصحيح الخطأ مع الجمهور. لكن هيهات ثم هيهات، ملف شراء اللاعبين ودعمهم على حساب الجمهور ملف آخر ينضاف إلى هزائم الحكومة التي كشفت أنها لا تصلح اللعب داخل الميدان، اللهم بعض المباريات التي تمر كالبرق، لا يعلم الجمهور حتى بموعد إجرائها، يستفيد منها عميد الفريق، ليعود بعد ذلك سيناريو الفشل والهزائم إلى الواجهة، ليبقى الجمهور هو الضحية خصوصا وأنه وضع ثقة كبيرة في فريق للأسف لم يكن في الموعد وليس مؤهلا لتحقيق انتظاراته وأحلامه.
المهم أن المونديال كان حلما، لكن لن يكون مؤشرا للتنمية، في غياب كفاءات وفريق منسجم وقوي، يفكر في الجمهور قبل أن يفكر في نفسه.. ما نتمناه حقيقة ألا يخذلنا منتخبنا الوطني الحقيقي الذي أبدع في قطر، ويكون مثل الفريق الحكومي الذي خسر في كل المباريات الإقصائية، ويحاول ما أمكن وبشتى الطرق أن يحقق الصعود والتأهل.