
نظم المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، اليوم الاثنين بالرباط، ندوة فكرية هامة خصصت لتقديم ومناقشة مضامين كتاب “بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة رؤى ونماذج في مجال التنمية والبناء المؤسساتي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.
وقد ترأس هذه الندوة الفكرية الهامة، التي انعقدت في إطار مشاركة المعهد في فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، السيد محمد توفيق ملين، وشهدت مشاركة نخبة من المفكرين والخبراء الذين ساهموا في إعداد هذا المؤلف القيم، الذي يمثل ثمرة تعاون مشترك بين المعهد ومكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث.
وفي كلمته الافتتاحية، استعرض محمد توفيق ملين السياق العام الذي انبثق منه هذا المؤلف الجماعي الذي شارك فيه باحثون مرموقون من المغرب والإمارات، مشيرًا إلى أن فكرة الكتاب تبلورت في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدولة الإمارات العربية المتحدة في دجنبر 2023، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. وأكد السيد ملين أن هذه الزيارة التاريخية كرست الدينامية المتنامية للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأسفرت عن إطلاق شراكات مبتكرة في مجالات متعددة ذات أبعاد استراتيجية.
وأوضح مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية أن الانطلاقة العملية لهذا المشروع الفكري الهام تعود إلى الندوة التي نظمها المعهد في يناير 2024 لتقديم كتاب “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية”، قبل أن يتوج هذا المسار بصدور الكتاب موضوع لقاء اليوم.
وفيما يتعلق بمضامين المؤلف، أكد السيد محمد توفيق ملين أن هذا العمل القيم يستعرض تطور العلاقات المغربية الإماراتية من زوايا متعددة، ويقدم قراءات تحليلية واستشرافية مستنيرة تستحضر السياقين الوطني والإقليمي. وأضاف أن الكتاب يسعى إلى إبراز ملامح نموذج عربي ناجح للشراكة المستدامة، التي تقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون البناء.
من جانبهم، أجمع المشاركون في هذا اللقاء الفكري على أن النموذجين المغربي والإماراتي يجسدان مسارين ناجحين في ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة القائمة على الثوابت الوطنية والخصوصيات الثقافية. كما أشادوا بالتقاطع الكبير بين التجربتين الرائدتين، وبالدور المحوري الذي لعبته القيادة الرشيدة في كلا البلدين في إرساء شراكات استراتيجية مستدامة، وفي جعل الدين عنصرًا داعمًا للاستقرار والانفتاح، وليس عامل انقسام أو انغلاق.
وأكد المشاركون أن هذا الكتاب الجماعي يمثل إضافة نوعية للحقل الأكاديمي العربي، وذلك من خلال اعتماده على مقاربة علمية رصينة تستشرف آفاق التعاون الثنائي انطلاقًا من تجربة ملموسة، وتشكل قاعدة معرفية هامة يمكن البناء عليها في بلورة رؤى مشتركة حول قضايا الإصلاح المؤسساتي، والتعايش السلمي، والدبلوماسية الهادئة التي توازن بذكاء بين السيادة الوطنية والانخراط الإيجابي في محيط إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتستمر فعالياتها من 18 إلى 27 أبريل الجاري بشراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة وولاية الجهة، تشهد مشاركة واسعة تصل إلى 756 عارضًا يمثلون 51 بلدًا، ويقدمون أكثر من 100 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة والأجناس الأدبية. ويكرم المعرض في هذه الدورة إمارة الشارقة كضيف شرف ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج الحدود.