بوريطة.. الدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات الأفارقة قيمة مضافة استثنائية للقارة

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، أن النسخة الرابعة للدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات الأفارقة، بفضل غناها وتنوع المشاركين وجودة المتدخلين وأهمية مواضيعها، ستحقق قيمة مضافة استثنائية للقارة الإفريقية بأسرها.
وقال بوريطة، خلال افتتاح النسخة الرابعة من الدورة التكوينية المتخصصة لملاحظي الانتخابات بإفريقيا، إن هذه الدورة، التي انطلقت قبل أربع سنوات فقط بمشاركة نحو 12 مستفيدًا، ما فتئت تتزايد أهميتها على المستويات الكمية والنوعية، وكذا من حيث حجم المشاركة وعمق المحتوى.
وأضاف أن نسخة هذا العام، التي تجمع 120 ملاحظًا وملاحظة يمثلون 52 بلدًا إفريقيًا من مختلف جهات القارة، تكرس التنوع والطابع الشامل لهذا الحدث الهام، وتجسد الالتزام الإرادي للشباب الإفريقي المنخرط في صفوف ملاحظي الانتخابات بالمساهمة الفعالة في تحقيق أهداف نبيلة تتجلى في تعزيز السلم والأمن وترسيخ الحكامة الجيدة في إفريقيا.
وبعد التذكير بأن النساء والشباب شكلوا 50 بالمائة من المستفيدين خلال السنة الماضية، لفت الوزير إلى أنهم يمثلون في نسخة هذا العام نسبة 68 بالمائة من مجموع المشاركين، مما يعكس التزامًا بناءً وموجهًا نحو بناء حكامة إفريقية حديثة ومنفتحة وشاملة.
وشدد بوريطة على أن “طموحنا يظل قويًا وثابتًا: تزويد القارة بكفاءات مؤهلة، قادرة على مواكبة العمليات الانتخابية والانتقالات الديمقراطية في إفريقيا بدقة ومهنية عالية”، مسجلاً أن هؤلاء الملاحظين هم الذين سيساهمون بشكل فعال في إرساء حكامة نموذجية وشاملة مصممة لإفريقيا من قبل مواطنيها.
وأبرز أن نجاح هذه المبادرة الهامة يقوم بالخصوص على رؤية مشتركة؛ تلك المتعلقة بإفريقيا التي تأخذ بزمام مصيرها بيدها، وقادرة على إجراء عملياتها الانتخابية وفق المعايير التي تحددها بنفسها وبكل استقلالية.
وأضاف الوزير، في هذا السياق، أن الملاحظين الذين تم تكوينهم خلال السنوات الماضية، سبق لهم أن اضطلعوا بدور محوري في ملاحظة العديد من العمليات الانتخابية في مختلف أنحاء إفريقيا، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال هذه النسخة الرابعة التركيز بشكل خاص على الدور الحيوي للنساء في تعزيز مهام ملاحظة الانتخابات في إفريقيا، وذلك طبقًا لقرارات قادة الدول الإفريقية وأهداف أجندة 2063 الطموحة.
وأكد أن انخراط المملكة المغربية القوي في هذه الدورة التكوينية يندرج تمامًا في إطار الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يجعل من الاندماج الإفريقي أحد الأسس المتينة للتنمية المشتركة والرخاء المستدام للقارة، مردفًا أن نسخة هذا العام تكتسي طابعًا خاصًا بتنظيم منتدى للحوار السياسي مخصص للحكامة المندمجة، حول موضوع بالغ الأهمية: “تعزيز ريادة النساء في السياقات الانتخابية والديمقراطية الإفريقية”.
وحسب بوريطة، فإن هذا الاختيار يعزز الإرادة المشتركة من أجل وضع النساء في صلب ديناميات الحكامة الرشيدة، اعترافًا بدورهن الأساسي في بناء وتعزيز السلم والأمن المستدامين في إفريقيا.
واعتبر أنه “كي تكون مستدامة وشرعية، ينبغي أن تعكس عمليات الانتقال السياسي، والعمليات الانتخابية وآليات الحكامة تنوع ومجموع القوى الحية لمجتمعاتنا، والتي تأتي النساء في صفوفها الأولى. فالأمر لا يتعلق بهدف رمزي بل بضرورة إستراتيجية: وضع الثقة الكاملة في النساء يعني الاستثمار في حكامة أكثر اندماجًا واستقرارًا وإنصافًا”.
وقال إن التزام المملكة بدور فعال للنساء في مجالات السلم والأمن والحكامة في إفريقيا يشكل امتدادًا طبيعيًا لاختياراتها السياسية الداخلية والتزاماتها الراسخة على الصعيد العالمي.
من جهة أخرى، سجل الوزير أنه في سياق دولي يتسم بسنة انتخابية مكثفة، ينظم خلالها نحو 70 بلدًا في العالم، من بينهم عشرون بلدًا في إفريقيا، اقتراعات حاسمة، أضحى دور الملاحظين الانتخابيين أكثر تحديدًا وأهمية من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن الرؤية السياسية التي تؤطر تنظيم هذه النسخة الرابعة من الدورة التكوينية تستجيب لحاجة حقيقية وعملية، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز القدرات اللازمة للمساهمة الفعالة في نجاح العشرات من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتوقع إجراؤها في مختلف أنحاء القارة الإفريقية.
وفي هذا السياق، قال بوريطة: “نعبر عن ارتياحنا لكون العديد من خريجي الدورات السابقة تمكنوا بالفعل من المشاركة في هذه المهمات الهامة، مجسدين بذلك التأثير الملموس والإيجابي لهذا البرنامج التكويني”.
وخلص إلى القول إن “الطموح الذي يحدونا، جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الإفريقي، يتمثل في رؤية هؤلاء الخريجين يشكلون العمود الفقري لسلك إفريقي من ملاحظين انتخابيين مهنيين، يتميزون بالاستقلالية والدقة والنزاهة، في خدمة السلم والديمقراطية والازدهار في إفريقيا”.