نقابة الإذاعة والتلفزة تراسل وسيط المملكة

في خطوة تحمل دلالات قوية على تصاعد التوتر داخل أروقة الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، وجهت المنظمة الديمقراطية للشغل – المكتب النقابي لعمال و موظفي الإذاعة و التلفزة، بصفتها النقابة الأكثر تمثيلية بالمؤسسة، شكاية رسمية إلى السيد حسن طارق، وسيط المملكة، منبهة إلى خطورة الأوضاع الاجتماعية و المهنية التي تعيشها الشغيلة، نتيجة ما وصفته بـ”تعطيل الحوار الاجتماعي، و تهميش النقابة، و تجاهل الملف المطلبي العادل و المشروع”.
و قد دعت النقابة عبر مراسلتها، وسيط المملكة إلى التدخل العاجل لوضع حد لجملة من “الخروقات و التجاوزات” التي تمس علاقة الإدارة بالنقابة، و تهدد الاستقرار الاجتماعي داخل المؤسسة، خاصة في ظل التحول المرتقب نحو هيكلة جديدة في إطار شركة قابضة.
و أبرزت النقابة في مراسلتها أن تغييب البعد الاجتماعي يعد ضرباً لمبدأ الحوار القطاعي الذي ينص عليه الدستور المغربي، و يكرسه القانون، مبرزة رفضها القاطع لأي تحول هيكلي يتم دون إشراك حقيقي للفرقاء الاجتماعيين، و اعتبار ذلك استمراراً لسياسة الإقصاء و التهميش التي تنتهجها الإدارة في تعاطيها مع الشأن النقابي داخل المؤسسة.
كما شددت على أن تجاهل تنزيل النظام الداخلي، و عدم المصادقة على الاتفاقية الجماعية و توصيف المهن، يشكل انتهاكاً صريحاً لمقتضيات مدونة الشغل، ما يؤدي إلى تزايد التفاوتات في الأجور، و يكرّس التمييز بين العاملين داخل نفس المؤسسة العمومية.
و توقفت الشكاية على ما وصفته بـ”التهرب الإداري” من معالجة النزاعات الجماعية، و”رفض” تمكين النقابة من الوثائق الإدارية التي ينص عليها القانون، إضافة إلى التماطل في تنفيذ توصيات المجلس الإداري، و عدم احترام مخرجات الحوار مع لجنة التحكيم داخل المؤسسة.
و في هذا السياق، حملت النقابة المسؤولية الكاملة لإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في ما قد تؤول إليه الأوضاع مستقبلاً من احتقان اجتماعي، مؤكدة على حقها القانوني في خوض كل الأشكال النضالية المشروعة، و في مقدمتها الإضراب عن العمل، باعتبارها النقابة الأكثر تمثيلية داخل المؤسسة.
و ختمت النقابة رسالتها بتأكيدها على أنها ستبقى صوت العاملين داخل المؤسسة، و ستواصل نضالها من أجل كرامة الإعلاميين و الموظفين، داعية جميع الشغيلة إلى رص الصفوف و اليقظة، والاستعداد لمواجهة كافة أشكال التهميش و الإقصاء، منبهة إلى أن أي إصلاح مؤسساتي لا يجب أن يتم على حساب حقوق و مكتسبات العاملين.
“عاشت النقابة المدافعة عن كرامة الإعلاميين.
عاشت الشغيلة الإعلامية صامدة مناضلة.
و عاش نضالنا من أجل إعلام مهني عادل ومنصف.”
“وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
“و إذا عملتم عملاً فأتقنوه، فإن الله يرى أعمالكم.”