ذكريات من أفق محظور

ذكريات من أفق محظور
في دوّامةٍ من أحلام اليقظة،
على حافةِ سباتٍ عميق،
تنسكبُ ذكرياتٌ رثّة،
عن شعابٍ نُصِبتْ فيها هياكلُ عظميةٌ مهترئة،
منابِرُ طقوسِ عاداتٍ بائدة،
سلاسلٌ وأصفادٌ أكلها الصدأ،
مشانقٌ منخورة،
ومنصّاتُ قفزٍ في الهواء من أثوابٍ رميم،
وقوافٍ من كلامٍ يندى لها الجبين،
وأصداءُ ألحانٍ تُؤذي السامعين،
ومجامِرٌ تنحني للفحم الخشبي،
إجلالاً للأشجار التي كانت…
في الأفق، حيث اختفت الألوان القزحية،
ظهرت هيئةٌ،
كلُّ مَن نظرَ إليها تفكّك، اندثر، وعبثت به الريح،
ونُسي أمره،
كلُّ من تكلّم عنها ذهب عقلُه،
ونبذه أهله، فتاه في الفيافي والأدغال، وانطوى ذكرُه،
كلُّ من فكّر فيها فقد صوابَه،
فلم يجرؤ أحدٌ على محاولة فهم سرّها.
علّم الكبارُ الصغارَ ألا ينظروا إليها،
فانقطع الوصلُ بينهم وبين الأفق،
وتعلّموا ألا يرفعوا عيونهم،
ولا يفتحوا أفواههم،
إذ في ذلك نهايتهم.
ومع عودة المطر،
غابت الهيئة فجأة، كما ظهرت،
لكنَّ سحرها لم ينقطع،
وباتت الألوانُ بلا ناظرين
بين الحنين الحذر …
عبداللطيف زكي.. ترييْز-سپتيي، في 22 أبريل 2025