أخبارالرئيسيةجهات المملكة

وجدة: إنشاء متحف سينوغرافي دولي رقمي للتراث المبني

متابعة/ ربيع كنفودي

على هامش أشغال المجلس الإداري للوكالة الحضرية لوجدة، في دورته 21، والذي انعقد صباح اليوم الثلاثاء 2025 بمقر الوكالة، برئاسة الأستاذة بدرية بنجلون المديرة العامة للتعمير، وبحضور والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انجاد، عمال أقاليم بركان، جرادة وتاوريرت، وكافة أعضاء المجلس الإداري، تم التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة ضمت الوكالة الحضرية لوجدة، المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين بوجدة، المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني، حول سبل هندسة فضاء كمتحف دولي رقمي سينوغرافي للتراث المبني.

وبالمناسبة، أكد حكيم بولويز مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، أن الأمر لا يتعلق بمجرد فضاء عرض أو تأمل في المعمار، بل نحن أمام مختبر معرفي وتفاعلي، يسعى إلى ربط الذاكرة الجماعية بالمستقبل، عبر إعادة قراءة التراث المعماري للجهة الشرقية من خلال وسائط جديدة تجمع بين السينوغرافيا المعمارية والتقنيات الرقمية الحديثة.

وأضاف مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، أننا نطمح إلى خلق تجربة حسية وذهنية تمكّن الزائر من العبور بين العصور، والتفاعل مع موروث غني لا يزال يحمل في طياته دروسًا جمالية وثقافية وعمرانية، تستحق أن تُعرض وأن تُعاد روايتها بلغة الحاضر.

وأكد على أن المشروع سيقدم تصورًا جديدًا للعرض المعرفي يدمج النمذجة الثلاثية الأبعاد، الواقع الافتراضي، الخرائط التفاعلية، والتوثيق السمعي البصري، مما يجعل التراث أقرب إلى المواطن أو الباحث أو السائح…، ويمنحه حضورًا حيًّا داخل الفضاء الحضري والثقافي.

وإيمانا منا، بكون التراث لا يُكتفى بحفظه، بل يجب إعادة تأويله وتحويله إلى مادة للإبداع والحوار والتعلّم المشترك بين الأجيال. أكد، على أن هذا الفضاء هو أيضًا، امتداد طبيعي لرسالة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، التي اختارت الانخراط النشيط في محيطها الترابي والثقافي، والانفتاح على قضايا المدينة، والمجتمع، والذاكرة. مضيفا، نحن لا نكوّن فقط مهندسين معماريين، بل مواطنين قادرين على قراءة الواقع، وعلى تحويل المحسوس إلى فكرة، والذاكرة إلى مشروع. نعلّم طلبتنا أن المدينة أو القرية كائن حيّ، وأن المعمار ليس فقط بناءً، بل فعل ثقافي وشعبي وإنساني.

هذا الفضاء الثقافي سيكون منصة دائمة للعروض، والورشات، والندوات، والبرامج البيداغوجية المفتوحة، كما سيشكل خطوة جديدة تعكس روح الجهة الشرقية، بروافدها الأمازيغية والعربية والإفريقية والمتوسطية. كما سيكون أيضًا فضاءً للبحث والابتكار في سينوغرافيا العمارة، ومختبراً مفتوحاً لجميع الطلبة، يتيح لهم اختبار أفكارهم، والتفاعل مع المجال، والانخراط العملي في صلب قضايا التراث والذاكرة. وسيُوفر دعماً مباشراً لبحوث التخرج، والأطروحات، والممارسات التربوية المبتكرة التي تجعل من المعمار أداة للربط بين النظرية والتطبيق، وبين المعرفة والمجتمع.

وقد اعتبر مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، أن هذه الاتفاقية ليست فقط تتويجًا للتعاون المؤسساتي، بل هي إعلان عن ولادة فضاء ثقافي وتجريبي جديد، سيكون له الأثر العميق في تعزيز الوعي بالتراث، وفي جعل المعمار أداة للفهم، وللمواطنة، وللتجديد المجالي، وللتربية على الجمال. إن العمران البشري لا يقوم إلا بحفظ ما كان، وتمثل ما هو كائن، والتطلع إلى ما سيكون. فالمشروع تجسيد لهذا التوازن الخالد بين الذاكرة والابتكار.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button