غياب غير مسبوق لدور النشر المصرية في معرض الرباط الدولي للكتاب: الأسباب والتداعيات

تفاجأ زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب،المنظم هذه السنة في العاصمة المغربية الرباط بغياب شبه كامل لدور النشر المصرية،حيث خلت أروقتها من الكتب لما يقارب الأسبوع منذ انطلاق فعاليات المعرض. وقد شكل هذا الغياب صدمة كبيرة للقراء المغاربة الذين اعتادوا على الحضور المكثف والمميز للكتاب المصري، سواء من حيث التنوع أو القيمة الأدبية والعلمية.
المشهد داخل المعرض بدا غير مألوف،إذ بدت الرفوف المخصصة لدور النشر المصرية فارغة تماما بما في ذلك رواق الهيئة العامة المصرية للكتاب وهي مؤسسة حكومية تابعة لوزارة الثقافة المصرية.هذا الغياب أثار تساؤلات واستياء كبيرين لدى جمهور المعرض،خاصة أن غياب الكتب المصرية يعتبر خسارة ثقافية كبيرة لأي تظاهرة أدبية في العالم العربي.
وقد سارعت دور النشر المصرية المعنية إلى تقديم بلاغات اعتذار رسمية للجمهور المغربي،محملة المسؤولية الكاملة لاتحاد الناشرين المصريين.وأوضحت هذه الدور في تصريحات أدلت بها لجريدة مغربية أن اتحاد الناشرين المصريين تعاقد مع وكيل شحن واحد لنقل آلاف الكتب إلى المغرب،إلا أن هذا الأخير فشل في الوفاء بالتزاماته،مما أدى إلى تأخر وصول الشحنات إلى ما بعد انطلاق المعرض بستة أيام كاملة.
وقد ترتب على هذا الخلل التنظيمي خسائر مادية ومعنوية فادحة لدور النشر المصرية،حيث قدرت قيمة الخسائر بأكثر من 8 ملايين جنيه مصري (نحو مليون درهم مغربي). وتضمنت هذه الخسائر رسوم كراء الأجنحة التي ارتفعت هذه السنة وتذاكر السفر والإقامةوأعباء لوجستية أخرى.
وبينما وصلت أولى الشحنات صباح الأربعاء 23 أبريل 2025،أي قبل أربعة أيام فقط من ختام المعرض، أعرب ممثلو دور النشر عن استيائهم الشديد من ضياع فرصة ثمينة للتواصل مع القراء المغاربة وتعزيز الحضور المصري في واحد من أكبر المعارض الثقافية بالمنطقة.
من جانبها،أصدرت وزارة الثقافة المصرية بلاغا توضيحيا نفت فيه أي مسؤولية مباشرة عن هذا الإخفاق، مشيرة إلى أن اتحاد الناشرين هو الجهة الوحيدة التي تولت تنظيم الشحن والتنسيق،دون وجود خطط بديلة أو استعدادات للطوارئ.
هذا الحادث يسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في آليات التنسيق بين الجهات المعنية والعمل على تطوير خطط لوجستية احتياطية تضمن وصول الإصدارات في وقتها حفاظا على صورة النشر المصري في المحافل الدولية.