جامعة فاس تعبئ 263 مليون درهم لزيادة أعداد مهنيي الصحة بحلول 2030

كشف رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مصطفى إجاعلي، يوم الأربعاء بفاس، عن تخصيص اعتماد مالي إجمالي يقارب 263 مليون درهم لتنفيذ برنامج طموح يهدف إلى الرفع من عدد المهنيين العاملين في قطاع الصحة على مستوى الجامعة بحلول عام 2030.
وأوضح إجاعلي، في كلمته خلال الدورة الخامسة عشرة للأيام الثقافية والعلمية للطلبة الداخليين والمقيمين التي نظمتها جمعية الأطباء الداخليين والمقيمين بفاس، أن هذا التمويل يأتي في إطار تفعيل “برنامج الرفع من عدد مهنيي قطاع الصحة في أفق سنة 2030″، الذي تم توقيعه في عام 2022 بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة سيدي محمد بن عبد الله وكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، بالإضافة إلى تسع كليات أخرى مماثلة على الصعيد الوطني.
وأشار إلى أن هذا البرنامج يندرج ضمن تنفيذ المشروع الملكي السامي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية، ويهدف إلى زيادة أعداد خريجي كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان للوصول إلى عتبة 24 مهنيًا صحيًا لكل 10 آلاف نسمة بحلول عام 2025، والارتقاء بهذا المعدل إلى 45 مهنيًا صحيًا لكل 10 آلاف نسمة في أفق عام 2030.
وبيّن رئيس الجامعة أن الاعتماد المالي البالغ حوالي 263 مليون درهم يغطي ثلاثة محاور رئيسية، حيث تم تخصيص أكثر من 154 مليون درهم للاستثمارات، وما يزيد عن 109 ملايين درهم للتسيير. أما المحور الثالث فيتعلق بالمناصب المالية الضرورية لتحقيق أهداف البرنامج، والمحددة في 293 منصبًا ماليًا بيداغوجيًا و70 منصبًا بيداغوجيًا إداريًا.
وفي سياق متصل، أشاد إجاعلي بتنظيم الأيام الثقافية والعلمية للطلبة الداخليين والمقيمين، مؤكدًا على التزام وعزم الأطباء الداخليين والمقيمين بفاس على المساهمة الفعالة في تعزيز الحوار والنقاش البناء، والعمل الدؤوب على النهوض بمستوى التداريب الطبية.
من جانبه، أكد عميد كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، طارق صقلي حسيني، على التزام الكلية التام بالمساهمة في تحقيق رؤية 2030 للقطاع الصحي، مشيرًا إلى التطور النوعي الذي تشهده المؤسسة في السنوات الأخيرة على صعيد التقنيات والأدوات المستخدمة في التدريب والتكوين، بالإضافة إلى البنيات التحتية البحثية والمرافق البيداغوجية الجديدة التي تساهم في تقديم تكوين طبي عالي الجودة.
بدورها، استعرضت مديرة المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس بالنيابة، فاطمة الزهراء المرنيسي، الدور الحيوي الذي يضطلع به المركز في احتضان وتكوين وتدريب الأطباء الداخليين والمقيمين، وتمكينهم من برنامج تكويني يعتمد على أحدث التقنيات والوسائل، فضلاً عن مساهمته الفعالة في تقديم مجموعة متنوعة من العلاجات لفائدة سكان الجهة والمناطق المجاورة.
من جهته، استعرض رئيس جمعية الأطباء الداخليين والمقيمين بفاس، مهدي المدغري، جهود الجمعية التي تأسست قبل حوالي 23 عامًا، في خلق بيئة محفزة لتكوين الأطباء الداخليين والمقيمين، مشيرًا إلى أن الأيام العلمية والثقافية تمثل موعدًا سنويًا هامًا يجمع الأطباء الداخليين والمقيمين في طور التخصص بجهة فاس، حول مواضيع علمية وتكوينية تخدم مسارهم المهني.
أما رئيس مجلس جماعة فاس، عبد السلام البقالي، فأكد بدوره على الأهمية الكبيرة لتنظيم هذه التظاهرة العلمية والثقافية، مشيرًا إلى أن الأطباء الداخليين والمقيمين يساهمون بشكل فعال في الرفع من أداء المنظومة الصحية والنهوض بالمسار التنموي الشامل.
وتُقام الدورة الخامسة عشرة للأيام الثقافية والعلمية للطلبة الداخليين والمقيمين على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “نحو 2030: ما هي الضرورات الجديدة في تكوين الأطباء”. ويتضمن برنامج هذا الحدث تنظيم مجموعة متنوعة من المحاضرات وورش العمل والندوات، مما يمثل فرصة قيمة لتعميق التفكير الجماعي وتعزيز المعارف العلمية والتقنية.
وبحسب المنظمين، تهدف هذه التظاهرة إلى فتح نقاش جاد ومسؤول حول متطلبات إنجاح إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، وتسليط الضوء على آخر المستجدات والتطورات التي يشهدها قطاع الصحة في المغرب.