الذاكرة الجماعية.. هل أصبحت سلعة تُباع وتُشترى؟

بقلم/ مصطفى بوريابة
في زمنٍ تتسابق فيه الدول على صناعة المستقبل، نغفل نحن عن شيءٍ لا يقل أهمية: الذاكرة.
ذاك المخزون العميق من الحكايات، البطولات، الهزائم، الانتصارات، والقرارات التي شكّلت هويتنا. لكن، هل ما زالت ذاكرتنا الجماعية ملكًا لنا؟ أم أن هناك من يعيد كتابتها حسب المصالح والسياسات؟
نلاحظ اليوم كيف أصبحت وسائل الإعلام، منصات التواصل، وحتى بعض المناهج التعليمية، تفرغ التاريخ من معانيه، وتُلبسه أثوابًا جديدة تخدم مصالح آنية.
فيُحوَّل المناضل إلى متمرّد، ويُصوَّر الاستعمار على أنه تمدّن، ويُجعل من الفقر قَدَرًا لا يمكن تغييره.
الذاكرة ليست أرشيفًا جامدًا، بل بوصلتنا نحو المستقبل.
من لا يعرف تاريخه، لن يعرف كيف يخطو غدًا. ومن يترك تاريخه يُباع في سوق السياسة، سيُباع هو نفسه في أول مزاد دولي.
لهذا، من واجب الإعلام، والمفكرين، والمواطنين، أن يُدافعوا عن ذاكرتهم.
أن يُحيوا القصص التي تمّ دفنها، ويُعيدوا الاعتبار للأصوات التي أُسكتت، ويُسائلوا الروايات الرسمية قبل أن تُصبح حقيقة لا تقبل النقاش.
لأن الشعوب التي تفقد ذاكرتها، لا تموت فقط.. بل تُمحى.