Hot eventsأخبارأخبار سريعةجهات المملكة

محطة القامرة بالرباط: من معلم حضري إلى ذاكرة منسية

تعد محطة القامرة الطرقية في الرباط جزءا من الذاكرة الحضرية للمدينة حيث لعبت دورا محوريا في حركة النقل البري لعقود من الزمن.
تأسست محطة القامرة في ثمانينيات القرن الماضي،بعد نقلها من موقعها السابق بباب الأحد. شيدت المحطة لتصبح مركزا حيويا يربط العاصمة بمختلف مدن المملكة. على مدار سنوات شهدت المحطة حركة دؤوبة للمسافرين وكانت تعج بالحياة والنشاط مما جعلها رمزا للذكريات والحنين لدى العديد من سكان الرباط وزوارها.

-الإغلاق والتحول.
مع مرور الوقت ومع التوسع العمراني وتزايد الحاجة إلى مرافق أكثر حداثة تم إنشاء محطة طرقية جديدة في الرباط،تتميز بهندسة معمارية عصرية وتلبي المعايير الحديثة.هذا التطور أدى إلى إغلاق محطة القامرة،مما أثار تساؤلات حول مصير هذا المعلم التاريخي.
لم تكن محطة القامرة بالرباط مجرد نقطة لانطلاق الحافلات… كانت مسرحا صامتا لعشرات القصص واللقاءات والوداعات. في قلب العاصمة،ولدت القامرة في على أنقاض الزمن البسيط الذي كانت فيه الرحلات حدثا استثنائيا.
كل زاوية هناك كانت تحمل سرا، كل رصيف كان يحفظ همسات المودعين ونظرات المنتظرين.
كانت الأرصفة تتنفس الحياة، والوجوه المتعبة تتقاطع مع الابتسامات العابرة.بائعو الشاي بالنعناع ينادون الزبائن بصوت دافئ، والحقائب المهترئة كانت شاهدة على أمل السفر أو بداية مغامرة.
في ذلك الزمن،لم تكن محطة القامرة محطة سفر فقط، بل كانت مكانا تصنع فيه الذكريات، تكتب فيه رسائل الاشتياق،وترسم على جدرانه خريطة الشوق للمدن البعيدة.
كبرت الرباط، وبدأت الأحلام تكبر معها. تحولت القامرة شيبا فشيئا من قلب نابض بالحياة إلى ذكرى هادئة في وجدان المدينة. جاءت المحطة الجديدة بمعمارها الحديث وأناقتها الباردة، لكن روح القامرة بقيت عصية على النسيان… فكل من مر من هناك، يعلم أن الحنين لا يسكن الأبنية الفاخرة، بل يتشبث بالأماكن التي عشنا فيها مشاعرنا الصادقة لأول مرة.

واليوم،بعدما أغلقت القامرة أبوابها بصمت،تهمس جدرانها الحزينة لكل من عرفها:
“كنتم تمرون بي مسرعين، لكنني كنت أحفظ خطواتكم،همساتكم وأحلامكم.
هكذا رحلت القامرة عن المشهد، لكنها بقيت محفورة في القلب، كمكان كانت فيه بداية حكايات لا تنسى .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button