صرح رئيس مجلس محافظي كينيا وحاكم مقاطعة إمبو مارتن نياغا وامبورا، الذي يعد ثاني مؤسسة كينية عليا بعد البرلمان، أن الجميع يرى في المغرب “أملا كبيرا لإنجاح التنمية في إفريقيا”. وأكد خلال مباحثات أجراها مع سفير المغرب في نيروبي، المختار غامبو، التعاون جنوب/ جنوب ، الذي أرساه وحمل لواءه الملك محمد السادس.
وأعرب وامبورا عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المغربية الغنية في مجال اللاتمركز واللامركزية، موضحا أن “العديد من الدول الإفريقية ، بما في ذلك كينيا ، تود أن تستفيد من المغرب، ليس فقط في كيفية تطوير الزراعة وتعزيز السياحة ، ولكن أيضا من خبرته في الحكامة في مجال اللامركزية”.
وأشاد المسؤول الكيني بالاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب، وكذا بالتسامح المتجسد في التعايش الذي يسود بين المسلمين واليهود والمسيحيين. وأكد أن “الاستقرار السياسي والتسامح السائد في المملكة، واللذين تكفلهما القيادة الحكيمة لجلالة الملك، هما مثالان يتعين إشاعتهما على مستوى إفريقيا ككل”. وأبدي “إعجابه” بمستوى تطور القطاع الفلاحي بالمغرب، وكذا بالسياسة التي تعتمدها المملكة في تدبير الموارد المائية من خلال بناء السدود “نحن مهتمون للغاية بهذه التجربة المغربية الفريدة من نوعها في إفريقيا ونود الاستفادة منها”. ودعا أيضا، الجهات الإثنتي عشرة للمملكة إلى إقامة صلات مباشرة مع مجلس محافظي كينيا في أفق بحث كافة السبل سويا واستكشاف جميع الفرص المتاحة لتطوير الشراكة بين المغرب وكينيا.
واستقبل عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بمقر المجلس بوجدة، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الوطنية بكينيا مرفوقة بوفد من رجال الأعمال الكينيين في فبراير 2018. وتباحث الطرفان تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية بين جهة الشرق وبين الأسواق الكينية، خصوصا في المجال الفلاحي.
وشمل برنامج زيارة رجال الأعمال الكينيين كل من إقليم بركان وتاوريرت وكرسيف والناظور، من أجل الاطلاع على مختلف المنتجات الفلاحية التي تتميز بها جهة الشرق مع بحث إمكانية تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق الكينية. وأتت زيارة الوفد التجاري الكيني لجهة الشرق، تبعا للاجتماع الذي كان قد عقده عبد النبي بعوي، يوم 21 نونبر 2017، مع ممثلي بعض الشركات الفلاحية الموجودة بالجهة قصد تدارس تشجيع تصدير المنتوجات الفلاحية المحلية نحو أسواق كينيا وبعض البلدان الإفريقية المجاورة. وأعرب حينها عبد النبي بعيوي عن الاستعداد التام لمجلس جهة الشرق لدعم المصدرين بالمنطقة الشرقية من أجل تموقع جيد لفلاحي المنطقة داخل الأسواق الإفريقية، في ظل وجود رغبة قوية لدى الفاعلين الكينيين في تكثيف العلاقات مع الفلاحين المغاربة واستعدادهم لاستيراد المنتوجات الفلاحية المغربية.
وسيتم لقاء آخر في مقر مجلس جهة الشرق مساء يوم الإثنين القادم لبحث سبل تعزيز التعاون اللامركزي في المجالات ذات الاهتمامات المشتركة، وتفعيل الديبلوماسية الموازية التي ينهجها مجلس جهة الشرق الذي يعرف علاقات الصداقة المتينة بين البلدين، وضرورة تكريس مفهوم جديد للتعاون المثمر بين الجانبين في القطاعات ذات الاهتمام المشترك،عبر البحث عن آفاق جديدة للاشتغال سواء في المجال الاقتصادي والتبادل الثقافي والتعليمي بين شباب البلدين، وبحث تبادل الخبرات، خاصة في مجال الاستثمار وتعزيز الجاذبية الترابية.
“التعاون جنوب/جنوب”، النهج المتبصر تجاه القارة الإفريقية الذي أرساه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي يتمثل هذفه الأساس في تعزيز الاستقلالية والاكتفاء الذاتي للقارة من خلال توطيد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين كافة البلدان الإفريقية، بعد عودته إلى كنف الاتحاد الأفريقي في يناير 2017، حيث أتيحت الفرصة لإفريقيا لإعادة اكتشاف المغرب كدولة رائدة في مجالات رئيسية. خاصة مع التزام المغرب بالعمل لصالح القارة الإفريقية وفق منظور رابح/رابح.
بدأ قبل عودته إلى الاتحاد الإفريقي بوقت طويل، وأبرم المغرب خلال الأعوام السبعة الماضية أزيد من 1500 اتفاقية ثنائية مع شركائه الأفارقة، مما جعل من المملكة أول مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا والثاني على صعيد القارة.
ونعرف أن كلانا يملك ثقافة ليبرالية، منفتحة ومتنوعة. نحن بلدان سياحيان وفلاحيان بمنتجات متباينة، وهذا يوفر فرصة مثالية لمبادلات تكاملية، مردفا أنه بإمكان كينيا الاستفادة من التعاون مع المغرب على المستوى التعليمي، علما أن الجامعات المغربية تستقبل سنويا 11 ألف طالب إفريقي، يستفيد 10 آلاف منهم من المنح الحكومية، بمن فيهم الطلبة الكينيون. وأنشأ الطلبة الكينيين الذين تابعوا دراستهم في المغرب جمعية عام 2018 لتشجيع المزيد منهم على متابعة دراستهم في مدارس وجامعة وجدة