
في مشهد بات مألوفا ومخجلا،فشل تلفزيون الجزائر مرة أخرى في تقديم تغطية تلفزيونية محترمة تليق بمباراة شباب قسنطينة ونهضة بركان،مؤكدا مرة أخرى عجزه المزمن عن مواكبة أبسط معايير البث الرياضي الحديث.
-إخفاقات لا تغتفر
غياب كامل لأبجديات النقل الرياضي. في زمن أصبحت فيه تقنيات “ستيدي كام” و”السوبر سلوموشن”من أساسيات البث المباشر،اختار التلفزيون الجزائري أن يتجاهلها تماما مقدما للمشاهدين تصويرا رديئا بزاوية محدودة ومملة حرمهم من إعادة اللقطات الحاسمة وأفقد المباراة كل إثارتها البصرية.
فوضى إخراجية تكشف غياب الكفاءةو انتقالات عشوائية بين الكاميرات، إخفاق في متابعة الكرات الهامة،مشاهد مقطوعة في لحظات حاسمة… كل ذلك أظهر بوضوح غياب أدنى مقومات الإخراج الاحترافي،مما جعل المتابعين يشعرون وكأنهم أمام هواة يجرون تجربة تصوير فاشلة،لا أمام نقل رسمي لمباراة قارية.
شبع الصورة باللون الأخضر بشكل مبالغ فيه شوه الرؤية وجعل تفاصيل المباراة ضبابية ومزعجة للعين وكأن الهدف كان فقط ملء الشاشة بأي لون دون أي اعتبار للجودة أو راحة المشاهد.
– صمت غريب ومزعج
الانقطاعات الصوتية المفاجئة فضحت مرة أخرى ضعف البنية التحتية التقنية وسوء التنسيق داخل القناة،مما تسبب في فقدان اللحظات المهمة في التعليق والتحليل،وأكد الإهمال الواضح في الإعداد والبث.
بمقارنة النقل الباهت لتلفزيون الجزائر مع النقل المغربي لمباراة الذهاب،تظهر الفجوة المريعة في الاحترافية والتقنيات، وهو ما يعكس الواقع المرير للإعلام الرياضي الجزائري الذي لا يزال يراوح مكانه في زمن السرعة والجودة.
تغطية تلفزيون الجزائر لمباراة قسنطينة ونهضة بركان لم تكن مجرد إخفاق عابر،بل كانت صفعة جديدة للمشاهد الجزائري ورسالة واضحة أن القناة الوطنية ما زالت غارقة في زمن البث الرديء، بعيدا عن أبسط متطلبات الجودة.
إن استمرار هذا المستوى الكارثي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الكفاءة، والاستثمار، والإرادة الحقيقية للنهوض بالإعلام الرياضي الوطني.