أخبار

حين تزهر الأشواك…

حين تزهر الأشواك…

بعد انتظار على عتبة الغياب
طال ولم تنقشع معه بوادر الموعود،
أخطأ المنجّمون إذ لم يأتهم الجنّ بالخبر اليقين،
لن تُفرج السماء عن النور كما توقّعوا،
لن تفلح طقوسهم في إجلاء الغمّ،
ولا شعائرهم في إطفاء الغضب…

استمرّ العدوان،
ومُنع الناس من تسمية الأمور بأسمائها،
واحتكر أصحاب السلاح أسباب النجاة،
وتُرك العزّل لرحمة ترانيم القاصفين،
…والخيبات تحت المطر المحظور….

ومنذئذٍ لم أمتثل لأوامر عقلي،
ولم أُبالِ بما انتاب ذهني،
ولا بتسارع نبضي كأنه ليس من دقّات قلبي،
أو أنه في منفى ألم الحلم العتيق…

حين رأيت الشوك يُزهِر، والريح يُبعثر لقاحه،
لا تمنع عبوره حدودٌ ولا معابر أُغلقت،
واللقلق يردّد يوم حداد الطيور: لماذا عليّ وليس على أعدائي؟

قال الحكيم:
“لا تزرني ثانيةً؛ فداءك عرفتُه ودواءه،
ما بقيت لديّ لك نصائح،
ما دمت لا تتقي أسبابه،
ولا يستهويك العلاج”…

لم أعترف له أنني لم أزره لأبرأ،
فلم يعد يهمني الشفاء،
بل لأذكّره بأن الأعراض ليست هي الداء،
وأن الجراح أخف ألمًا من ندوب تقاوم الزمن،
وإن التأمت بعد بترٍ،
قد تكون تواطأت مع الصمت،
أو توارت مع صرخة العبور
..

عبداللطيف زكي
الرباط، في 28 أبريل 2025

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button