مراكش تتصدى ل”داعش” والارهاب يكبد افريقيا 171 مليار دولار
يلعب المغرب دائما دورا قياديا في كل الجهود الأممية والإقليمية في محاربة الإرهاب والتطرف، خاصة أن له تأثيراً وحركية مهمة في لجنة السلم والأمن داخل الاتحاد الأفريقي. وقام بأدوار استراتيجية في إطار محاربة الإرهاب المتنقل، وخاصة في الساحل الإفريقي، وانخرط جديا في محاربة الجماعات التي تتاجر بالسلاح والبشر وتستهدف الأمن العالمي. وكان المغرب من السباقين دائما في كل المبادرات الدولية الخاصة بمحاربة الإرهاب والتطرف، ومنها المبادرات التي قام بها المغرب في مجلس حقوق الإنسان الأممي لدعم جهود محاربة التطرف والإرهاب، خاصة في ما يتعلق بتجويد الممارسات الخاصة بمحاربة كل أشكال التطرف وخطابات الكراهية، وكان من المبادرين في الأزمة السورية منذ 2011 وفي إطار محاربة (داعش) ثقافيا وفكريا وسياسيا.
84 دولة وأكثر من 100 وفد دولي في مراكش
وبدعوة مشتركة من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطلق في مدينة مراكش اليوم أشغال الاجتماع الوزاري لـ”التحالف الدولي لهزيمة تنظيم (داعش)” بمشاركة أكثر من 84 دولة في التحالف، وأكثر من 50 وزير خارجية وأكثر من 100 وفد دولي.
وعلمت “الحدث الإفريقي” أن بلينكن لن يحضر إلى مراكش كما كان منتظراً، جراء إصابته بفيروس “كورونا”.
ويعتبر هذا الاجتماع مرحلة أخرى ضمن مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة (داعش)، مع التركيز على القارة الإفريقية، وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وتحتضن القارة الإفريقية لأول مرة اجتماعا للتحالف في المغرب، وسيتم تعزيز التنسيق والتعاون الأمني في المناطق التي اندحر منها التنظيم الإرهابي.
مواجهة خطر”داعش” في القارة الإفريقية
ويسعى المغرب من وراء الاجتماع إلى تركيز الاهتمام الدولي على مواجهة خطر إعادة “داعش” تمركز عناصره في منطقة الساحل والصحراء وعموم القارة الإفريقية.
ويشكل الاجتماع مرحلة أخرى في إطار مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي لمكافحة (داعش)، مع تركيز على القارة الإفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
وسيدرس وزراء التحالف المبادرات المتخذة فيما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات (داعش)، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وكان التحالف قبيل أشهر قد أعلن عن إحداث مجموعة النقاش المركزة لمنطقة أفريقيا “أفريكا فوكيس”، ويرتقب أن تلي هذه المرحلة خلال اجتماع مراكش توجيهات إضافية وأجوبة ملموسة لمواجهة تصاعد مد التطرف في إفريقيا.
وحذر بوريطة خلال افتتاح الأمم المتحدة بالمغرب مكتبا للتدريب ومكافحة الإرهاب في أفريقيا في 25 يونيو الماضي، من أن التهديدات الإرهابية تجتاح بعض مناطق القارة، قائلا إن القارة “ليست فقط موقع المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين، بل إنها أصبحت أيضا موطن الإرهابيين الذين شنوا، العام الماضي (2020)، وحده نحو 7108 هجمات أسقطت 12519 ضحية”. وتعرف القارة الإفريقية خاصة في دول الساحل، خلال الأعوام الأخيرة، تصاعدا في وتيرة العنف المتطرف إلى درجة أصبح فيها الوضع مقلقا لدول غرب أفريقيا، كما لأوروبا والولايات المتحدة.
171 مليار دولار خسائر افريفيا
وانتشار الجماعات المسلحة في مختلف بلدان الساحل، خصوصا مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وكذا العنف المستمر لجماعة “بوكو حرام” في شمال نيجيريا والكاميرون، وحتى في بعض دول الساحل، يعقد من عمل شركاء دول الساحل الأوروبيين والأميركيين، على حد سواء. إضافة إلى تعريض أمنها واستقرارها للخطر، يكبد الإرهاب القارة الأفريقية خسائر اقتصادية فادحة قدرت بنحو 171 مليار دولار خلال العقد الماضي، ما ينعكس سلبا على مؤشرات التنمية في القارة.
ويؤكد اجتماع اليوم في مراكش على الدور الريادي للمغرب على المستويين الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب، ودعم السلم والأمن والاستقرار في أفريقيا. وبصفته البلد المضيف لهذا الاجتماع، وبصفته رئيساً مشتركاً لمجموعة “أفريكا فوكيس” التابعة للتحالف، يعدّ اعترافاً قوياً من التحالف لفائدة المغرب، باعتباره شريكاً ذا مصداقية يعمل على إحلال السلم والأمن الإقليميين، والذي ترأس على الخصوص، بشكل مشترك، (المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب) لثلاث ولايات متتالية، والذي يحتضن مكتب (برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا)، كما يعدّ أيضاً البلد الإفريقي الذي نظم في يونيو 2018 اجتماع المديرين السياسيين للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم (داعش)، المخصص للتهديد الإرهابي في إفريقيا.
ويجسد مرة أخرى الثقة والاعتبار اللذين تحظى بهما المقاربة المتفردة التي طورها المغرب؛ تحت قيادة الملك محمد السادس، في مكافحة الإرهاب، وأيضاً من أجل الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية ضمن الهيئات متعددة الأطراف.