أخبارقصص و شخصيات

الشرطية “كربوبي” أول حكمة في المباراة النهائية لكأس العرش

يهيمن الرجال على التحكيم في مجال كرة القدم بوجه شبه مطلق عندما يتعلق الأمر ببطولات القسم الوطني الأول، ولئن لعبت النساء أدوارا في بعض المباريات فدورهن لا يتعدى إطار المساعدة على خط التماس. ولئن قام بعضهن بإدارة مباراة في دور الحكم الرئيسي فلم يحصل ذلك إلا في بطولات القسم الوطني الثاني أو ما دون ذلك.
وأن تكون المرأة حكماً على مجموعة من الرجال ليس بالأمر اليسير خاصة في ظل الثقافة الذكورية في مجتمعنا العربي. وواجه أغلبهن في البداية الكثير من المواقف المحرجة، خاصة ذلك النوع من الاستغراب من المدربين أو اللاعبين على حد سواء، مما تطلب أن يثقن في أنفسهن أكثر ليكن قادرات على مواجهتهم في الملعب.ويحتاج الأمر إلى الإصرار والتركيز وتطبيق القانون وعدم التردد لأن يسرن على الطريق الصحيح وينسفن النظرية التي تقول أن وضع عنصر نسائي في لعبة ذكورية غير قابل للتطبيق.

حكمات رياضية بشخصية قوية
وإحكام سيطرة الحكمات المغربيات على مجموعة اللاعبين ومدربيهم أمر ليس هيناً، إلا أن لديهن وصفتهن السحرية، حيث أن سيطرتهن في الملعب تعود لشخصيتهن وثقتهن بأنفسن، بمجرد نزولهن للملعب يفرضن شخصيتهن على كل اللاعبين ولا يترددن في قراراتهن ولا يسمحن لأحدهم أن يفقدهن تركيزهن. كما وجدن بعض المساعدة من اللاعبين والمدربين ومنحوهن الاحترام اللازم، لأن هناك لاعبين عندما يجدون أن من يحكم سيدة يكونون أكثر احتراماً ولا يبدون اعتراضهم بشكل غير لائق، إضافة للدعم المتميز اللواتي يحظين به من طرف الثنائي المتميز رئيس الجامعة فوزي لقجع ورئيس لجنة التحكيم جمال كعواشي.

مغربيات حكمات الأفضل تمثيلا
وتعتبر النساء المغربيات الحكمات في المباريات الرياضية أفضل سفيرات لكرة القدم المغربية، ولأول مرة في تاريخ كرة القدم بالمغرب، ستقود حكمة نهائي مسابقة كأس العرش بالملعب الكبير لأكادير.
وعينت لجنة التحكيم التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشرى كربوبي، لقيادة المباراة النهائية لمسابقة كأس العرش (موسم 2019- 2020 ) ،والتي ستجرى غدا السبت على أرضية الملعب الكبير بأكادير، بين فريقي الجيش الملكي والمغرب التطواني ،في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال.
ويتم لأول مرة فيها اختيار سيدة لقيادة نهائي كأس العرش. وسيضم الطاقم التحكيمي المرافق للحكمة كربوبي، كلا من فتيحة الجرموني كحكمة مساعدة أولى، ومصطفى أكركاد كحكم رئيسي ثاني، فيما سيتولى الداكي الرداد مهمة الحكم الرابع. وأنيطت مهمة قيادة غرفة “الفار” للحكم رضوان جيد بمساعدة ياسين بوسليم، وسيتولى عبد الصمد أبرتون مهمة المساعد الثاني في الغرفة.

شرطية مغربية حكمة دولية عام 2017

وتعتبر كربوبي ( 34 عاما)، والمنتمية لسلك الشرطة، أول حكمة مغربية تقود مباراة في البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم .
وولجت كربوبي ميدان التحكيم عام 2001 وأصبحت حكمة وطنية في 2007، ثم حكمة دولية عام 2017. وشاركت في كأس أمم إفريقيا للسيدات بغانا 2018، و اختارها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) للمشاركة مع حكام بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، وكانت ضمن حكام غرفة (الفار ) في المباراة النهائية بين مصر والسنغال. حيث دخلت  كربوبي تاريخ كأس أمم أفريقيا من الباب الكبير، وأصبحت أول سيدة تتواجد ضمن الطاقم التحكيمي لمباراة نهائية في المسابقة،بجانب مواطنيها زكرياء برينسي وعادل زوراق، في المباراة النهائية للبطولة القارية التي توجت بها السنغال على حساب مصر. وحققت حلمها الأول والمتمثل في التواجد ضمن الطاقم التحكيمي لنهائي بطولة أمم أفريقيا للرجال، حيث حظيت بمصافحة السويسري جياني إنفانتينو رئيس “فيفا”، بجانب الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس الكاف.
وولدت الحكمة بشرى كربوبي عام 1988 بتازة، وبدأت مسيرتها عام 2001، حيث برز شغفها بعالم التحكيم منذ طفولتها ليقع تكليفها بإدارة دوريات الفئات السنية. وأصبحت حكمة وطنية وأثبتت وجودها في عالم الرجال، لتنجح بالعام 2016 في الحصول على الشارة الدولية التي سمحت لها باقتحام المسابقات الكبرى، ومشاركتها عام 2018 بنهائيات كأس أفريقيا للأمم للسيدات التي احتضنتها غانا.

حلم تحقق
وصرحت لموقع الأمم المتحدة للمرأة، أنها ” لطالما حلمت بأن أصبح حكمة كرة قدم، بيد أن حلمي بدا لي مستحيلًا آنذاك؛ فأنا من مدينة صغيرة ومحافظة، ولذا كان من الصعب على أسرتي تقبل أنني أود أن أدشن مسيرة مهنية في ساحات الرياضة، ولكن لحسن حظي، تبدل الحال. واليوم، وأنا أبلغ 33 عامًا من عمري، بوسعي القول إني مفتشة في ولاية أمن مكناس بالمغرب، أنا حكمة كرة قدم دولية وأنا أم لفتاة ذات 3 أعوام!”. وتابعت بأنها “نشأت في بيئة أبوية مع إخوة أكبر سنًا لم يقبلوا رؤيتي مرتديةً السراويل القصيرة في أثناء ممارسة الرياضة. بالنسبة لهم، كانت كرة القدم للرجال فقط. ومع ذلك، فإن والدتي، التي كانت تؤمن بي منذ وأن كنت طفلة، وافقت سرًا على السماح لي بالخروج ولعب كرة القدم مع جيراننا”، وراودها “حلم أن أصبح شرطية طوال طفولتي أيضًا. عندما كان يتم سؤالي السؤال المعتاد حول الوظيفة التي أود القيام بها عندما أكبر، كانت إجابتي دائمًا “أريد أن أكون شرطية.” أنا سعيدة لأنني تمكنت من تحقيق حلم طفولتي في الوقت ذاته الذي أبني فيه مسيرتي المهنية كحكمة.
وقالت حول إيجاد توازن بين عملها كمفتشة وحكمة كرة قدم،أنه “ليس بالمهمة السهلة. لحسن الحظ، تمنحني إداراتي وزملائي الدعم النفسي الذي أحتاجه للوصول إلى ما أنا عليه اليوم. في الواقع، فإن المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب تشجع العاملات والعاملين بها على ملاحقة شغفهم/ن. من بين أفراد الشرطة، لدينا زملاء شغوفون وشغوفات بالثقافة والفنون والرياضة، حتى أنني لست الوحيدة التي تعمل بتحكيم كرة القدم هناك!”.

وأضافت أن زوجها كان أيضًا داعمًا جدًا لها “فقد دعمني دائمًا في كل قرارتي. التقيت به عندما كنت حكمًا، وكان هو حكمًا مساعدا. وعندما قررت أن أبدأ التدريب لأصبح شرطية وألتحق بقوات الشرطة، بدت الفكرة طبيعية بالنسبة له؛ فقد جاء هو نفسه من المنظومة العسكرية، مما سمح لنا مشاركة التحديات التي يمكن أن تنطوي عليها هاتان الوظيفتان”.
وختمت في احتفال وكريم منظمة الأمم المتحدة للمرأة في موقعها الإلكتروني بها،بأنها تشعر “بإحساس هائل بالفخر عندما يتعرف على الناس، وخاصة النساء، في الشارع. قبل أيام قليلة، عندما وقفت عند إشارة مرور، انحنت امرأة نحوي وقالت من نافذة السيارة، “عمل مبهر، نحن نشعر بالفخر بك. أنت تقدمين قدوة يحتذى بها لبناتي، لدرجة أنهن يريدن أن يصبحن ضابطات شرطة أيضًا”. آمل أن تظل هذه الصورة إيجابية وأن أكون دائمًا قادرة على إلهام النساء الأخريات للانخراط في المديرية العامة للأمن الوطني”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button