كوكاس يرسم التباس مسار “جبهة البوليساريو”
بقلم: عبدالله العبادي
مولود جديد للزميل عبد العزيز كوكاس يرسم التباس مسار “جبهة البوليساريو والصعود نحو الهاوية”، في هذه الطبعة الجديدة، بعد الطبعة الأولى لهذا الكتاب والتي صدرت سنة 2017 تحت عنوان “جبهة البوليساريو من حلم التحرر إلى أوهام الانفصال رؤية مغايرة” الذي لقي احتفاء واسعا في الساحة الثقافية، لأن الكتاب خرج عن اللغة التي اعتدناها وقدم رؤية مغايرة، لكن ظهور معطيات ووقائع جديدة على الساحة السياسية غيرت الكثير من المفاهيم والنظريات، ها هو اليوم الإعلامي المتمرس يصدر مولودا جديدا ومعطيات جديدة ورؤية مغايرة للواقع وللقضية، في طبعة ثالثة صادرة حديثا عن دار منشورات النورس.
يقول الإعلامي عبد العزيز كوكاس في مقدمة كتابه: “في قضية الصحراء، اكتشفت أن المغرب هو ضحية النظر إليه من بعيد، ما يصاغ عن الوحدة الترابية للمملكة، هو وجهة نظر الأجانب وتصوراتهم عن واقع لا يُقيمون فيه، ولا يسكنون لغته ورموزه وإشاراته، أنتجوا “مغربا” صنعوه، وأضحينا نستشهد باللغة التي فُهم بها المغرب الذي نسكنه ويسكننا.. إما مغرب سياحي بارد أشبه بصور البطائق البريدية منمق مثل الصفحات الإشهارية، وإما مغرب بعيد قادم من بدائية ضاربة في التاريخ، منشطر على ذاته، متناقض مع مكوناته.. وقضية الوحدة الترابية، لم تسلم من هذه الرؤية …”
في تقديمه للكتاب يقول محمد ماء العينين: “القيمة الفكرية لكتاب الأستاذ عبد العزيز كوكاس “البوليساريو.. الصعود نحو الهاوية” تجعله مختلفا تماما عن الأدبيات الكثيرة التي أغرقت المكتبات والخزانات في موضوع النزاع الإقليمي حول صحرائنا المغربية، إنه بحق نموذج جديد ومقاربة غير مسبوقة.. لقد تحاشى الكاتب عن قصد الخوض في التاريخ البعيد وتحاشى مناقشة أطروحات خصوم الوحدة الترابية أو استدلالات المغرب على حقوقه في إثبات ارتباط الأقاليم الصحراوية بالوطن الأب المملكة المغربية.. وقام بمجهود غريب، يحاكي عمليات التشريح الطبي الدقيق التي يقوم بها الأساتذة الكبار لمعالجة خلايا الدماغ البشري والأنسجة الدقيقة. إنه لم يذهب بعيدا في التاريخ بل اعتمد بالأساس المواقف والأحداث المفصلية ما بين سنة 1970 وسنة 1973 وهي جزء من التاريخ الحديث”.