تجمع المغرب واليابان علاقات قوية في مختلف المجالات، مبنية على أواصر الصداقة التي تربط الأسرة الملكية والأسرة الإمبراطورية اليابانية. وعرف البلدين ارتفاع عدد الزيارات بين كبار المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين، وبناء علاقات متميزة في عدة مجالات على أساس رابح ـرابح.
تعزيز التعاون في مجالات الفلاحة
وفي السياق ذاته، استقبل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، الوزير الياباني المكلف بالفلاحة والصيد البحري والغابات أراتا تاكيبي، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب. تندرج في إطار التعاون الثنائي بين المغرب واليابان، وتهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون في مجالات الفلاحة والصيد البحري. وتم التنويه بالأعمال المشتركة التي تم إنجازها على مدى أعوام في مجالات الفلاحة والصيد البحري، والتي أسفرت عن إنجازات ملموسة وجديرة بالثناء.
وناقش الوزيران عددا من القضايا المتعلقة بتنمية المبادلات التجارية فيما يخص المنتوجات الفلاحية والبحرية، وكذا آفاق تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، لا سيما السلامة الصحية والصحة النباتية، الري والبنيات الهيدرو-فلاحية، التنمية القروية، البحث العلمي والتكوين.
وتباحثا كذلك سبل تطوير التعاون الثلاثي الأطراف مع الدول الأفريقية في مجالات الفلاحة والصيد البحري والصناعات الغذائية.
وتتألف الصادرات من المغرب إلى اليابان بشكل أساسي من الآغار المعدل، والطحالب الخام، والفراولة المجمدة، والزيوت النباتية الخام، ومشتقات الخروب. فيما تتكون الواردات الفلاحية من اليابان أساسا من الشاي الأخضر وبذور الخضروات.
عدد المقاولات اليابانية في ارتفاع
وسجلت مشاريع التعاون مع اليابان فيما يتعلق بالصيد البحري مبلغًا تراكميًا يبلغ حوالي 2 مليار درهم منذ عام 1979 إلى غاية بداية 2020، وتمثل الأبحاث البحرية والتكوين في مجال الصيد البحري 75٪ من التمويل الياباني في المغرب.
ويُذكر، أنه خلال الأعوام الـ 10 الماضية، ارتفع عدد المقاولات اليابانية العاملة في المغرب بأكثر من الضعف، ليصل إلى 75 مقاولة، وهو ما يجعل من المغرب الوجهة الثانية للمقاولات اليابانية في إفريقيا. وقررت عدة مقاولات يابانية التواجد أو توطيد أنشطتها في المغرب، حتى خلال فترة جائحة كوفيد-19. وتعتبر اليابان أول مشغل خاص أجنبي في المغرب، حيث توفر أزيد من 50 ألف منصب شغل، مساهمة بالتالي في التنمية السوسيو-اقتصادية للبلاد.
إشادة بدور المغرب كرائد قاري
ونظم سفير المغرب في اليابان حفلا شهر أبريل المنصرم، بمقر إقامة سفارة المغرب بطوكيو، بمناسبة دخول اتفاقيتين تجاريتين وقعتا في 22 يناير 2020 بين المغرب واليابان، حيز التنفيذ. رحب هوندا تارو، نائب وزير الشؤون الخارجية الياباني، بدخول هاتين الاتفاقيتين حيز التنفيذ، مضيفا أنهما ستسهمان في تشجيع المزيد من الاستثمارات والمبادلات بين اليابان والمغرب. وأبرز مينورو كيوشي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الياباني، التقدم الذي أحرزته المملكة تحت ريادة الملك محمد السادس، في مجال النهوض بالاستثمارات. كما أشاد بدور المغرب كرائد قاري. وأعرب هيروفومي ناكاسوني، وزير الشؤون الخارجية الأسبق، والرئيس الحالي لجمعية الصداقة البرلمانية اليابانية المغربية، عن سعادته ،كصديق كبير للمغرب، برؤية التبادلات بين البلدين تتطور في كافة المجالات. وأشار إلى أن المزيد من المقاولات اليابانية مهتمة بالإمكانات الاقتصادية المهمة للمغرب.
