أخبارتقارير وملفات

قطر الحضارة والعمارة..من تجارة اللؤلؤ الى احتضان كأس العالم 2022

من منا لم يتابع تصفيات كأس العالم 2022، و الكل يعلم أن قطر هي الدولة المنظمة،  حيث أعلنت أن هذه البطولة ستكون مميزة و لا مثيل لها عبر التاريخ، باعتبار هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها بطولة كرة القدم الأضخم في العالم على أرض عربية.

هل تساءلتم يوما كيف استطاعت دولة حصلت على استقلالها في 1971، و كانت عبارة عن صحراء على تنظيم مثل هذا الحدث الكبير و المميز؟

تقع دولة قطر شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب اسيا و تطل على الخليج العربي، لها حدود برية مشتركة من الجنوب مع المملكة العربية السعودية،  وبحرية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

جاء اسم قطر لأول مرة على الخارطة التي رسمها الروماني بطليموس، و يعود تاريخ الاستيطان البشري في شبه الجزيرة القطرية إلى 10000 سنة مضت، حيث تم اكتشاف المستوطنات والأدوات التي تعود إلى العصر الحجري.

 ووصفت بكونها المركز الشهير للخيول وتربية الإبل خلال الفترة الأموية، كماعرفت بازدهارها عندما بدأت في تصدير البرود و الثياب الى جميع البلدان العربية، وفي القرن الثامن بدأت تستفيد من موقعها الاستراتيجي التجاري في الخليج العربي وأصبحت مركزا لتجارة اللؤلؤ،  ولما تدهورت تجارة اللؤلؤ انكمش اقتصاد قطر فمرت بسنين عجاف، واستمر هذا الحال إلى أن تم اكتشاف النفط الذي أسهم في الازدهار العِمراني والثقاقي والاقتصادي في قطر.

ويعتبر النفط والغاز الطبيعي من أهم الموارد الأساسية للاقتصاد القطري، حيث يبلغ إنتاج قطر من النفط مليون برميل يومياً، كما تصدر سنوياً 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال.

تعد قطر من الدول المرتفعة الدخل التي يدعمها ثالث أكبر احتياطيات العالم من الغاز الطبيعي وثالث عشر أكبر إحتياطي مؤكد من النفط.

وتصنف الأمم المتحدة، قطر، كدولة ذات تنمية بشرية عالية جداً إذ أنها أحد الدول العربية الأكثر تقدماً في مجال التنمية البشرية، و تعد لاعباً رئيسياً مؤثراً في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة الى كونها الدولة ذات أعلى دخل للفرد في العالم.

قطر الحضارة والعمارة

تأسس جهاز قطر للاستثمار عام 2005، و يعد صندوق الثروة السيادية في البلاد المتخصصة في الاستثمار الأجنبي. 

و بسبب مليارات الدولارات من الفوائض من صناعة النفط والغاز، وجهت الحكومة القطرية استثماراتها إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، حيث بلغت قيمة الأصول 100 بليون دولار.

و تعتبر شركة قطر القابضة الذراع الإستثماري الدولي لجهاز قطر للاستثمار، و اعتبارا من عام 2014 أصبح لديها استثمارات في جميع أنحاء العالم.

بعدها، ومنذ سنة 2016 و قطر تحتل المرتبة الرابعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي، حيث تعتمد بشكل كبير على العملة الأجنبية لتنمية اقتصادها، ويشكل العمال المهاجرين 86٪ من السكان و94٪ من القوى العاملة.

ثمانية ملاعب مصممة ومجهزة لاستقبال المشجعين

في ديسمبر 2010، فازت دولة قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم 2022، لتصبح أول دولة تنال هذا الشرف في العالم العربي والشرق الأوسط. ومنذ لحظة فوزها، حرصت قطر على استثمار الفرص الكامنة في البطولة لوضع خطط تضمن خوض المشجعين والزوار تجربة استثنائية، وكذلك بناء إرث مستدام لدولة قطر والشرق الأوسط وآسيا والعالم بأسره.

وفي عام 2011، استحدثت قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث بهدف تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، ووضع المخططات والقيام بالعمليات التشغيلية  لتساهم في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للدولة.

و صممت هذه الملاعب من قبل مهندسون معماريون رائدون من مختلف أنحاء العالم، لخدمة الأجيال العديدة المقبلة، مستوحيين تصاميمهم من تاريخ و ثقافة دولة قطر.

ملعب خليفة الدولي تحفة حضارية

أنشئ ملعب خليفة الدولي في الأصل عام 1976، ومنذ ذلك الحين أدى دورا هاما في تاريخ قطر الرياضي، لاعتباره ملعب أندية قطر المحلية، وقد استضاف فعاليات رياضية بارزة خلال تاريخه الطويل، مثل دورة الألعاب الآسيوية، وكأس الخليج، وبطولة كأس آسيا لكرة القدم، وغيرها من الفعاليات. وفي سنة 2017، احتفلت قطر بإعادة افتتاحه بعد تجديده لتبلغ سعته أربعون ألف مقعد، ويكون جاهزا لاستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم.

ملعب البيت

يستوحي ملعب البيت اسمه من بيت الشعرالذي سكنه أهل البادية في صحاري دولة قطر على مر التاريخ، وتبلغ طاقته الاستيعابية ستون ألف مقعد، وهو مغطى بهيكل عملاق على طراز الخيمة. ويتميز أيضا بقابليته للنقل مثل بيوت الشعر الحقيقية، حيث يتم تفكيك الطبقة العليا من المقاعد ومنحها للدول النامية التي تحتاج لبناء مرافق رياضية أفضل.

ملعب الجنوب

استوحت المصممة المعمارية، زها حديد، التصميم المتميز لملعب الجنوب من ماضي مدينة الوكرة التي عرفت كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ، حيث احترف أهلها الإبحار على متن المراكب الشراعية التقليدية. وجرى افتتاح الملعب في شهر ماي 2019 عبر استضافته المباراة النهائية لبطولة كأس الأمير.

ملعب الريان

بني استاد الريان الجديد في موقع نادي الريان الرياضي القديم، وتبلغ سعته 40 ألف مقعد، وتزين واجهته الخارجية برموز تمثل الثقافة القطرية. كما تعكس المرافق المحيطة به طبيعة الدولة، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي البلاد.

ملعب المدينة التعليمية

يتوسط ملعب المدينة التعليمية، المركز الحيوي للمعرفة والابتكار بمدارسها الرائدة وجامعاتها ومراكزها البحثية، وتبلغ سعته 40 ألف مقعد، بتصميم معتمد على أنماط هندسية ألماسية معقدة تبدو ألوانها وكأنها تتغير مع حركة الشمس عبر السماء.

ملعب الثمامة

تصميم الملعب مستوحى من القحفية، وهي القبعة التقليدية التي يرتديها الرجال في جميع أنحاء الوطن العربي وبعض الدول الأخرى. تبلغ سعته 40 الف مقعد، ويحتفي بأحد الجوانب العميقة من ماضي دولة قطر، في حين يمثل جزءا مهما من مستقبلها المشرق.

ملعب راس أبو عبود

استخدمت في بنائه حاويات الشحن البحري، ومقاعد قابلة للتفكيك، ووحدات أخرى، وتبلغ سعته 40 ألف مقعد، لكنه سيجري تفكيكه بالكامل وإعادة الاستفادة منه في أغراض أخرى بعد البطولة.

ستستخدم أجزاء من الاستاد في مشروعات رياضية وأخرى غير مرتبطة بالرياضة ليضع معايير جديدة في فضاء الاستدامة ويطرح أفكارا جديدة وجريئة في التخطيط.

ملعب لوسيل

يعد هذا الملعب الذي تبلغ سعته 80 ألف مقعد، نواة مدينة لوسيل المبنية حديثا، حيث سيشهد المباراة الافتتاحية والنهائية في بطولة كأس العالم قطر 2022. واستوحى تصميمه الاستثنائي من تداخل الضوء والظل الذي يميز فانوس الفنار التقليدي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button