مارسيل خليفة يحب أن “يرتوي” من التراث المغربي الأصيل
قال مرسيل خليفة “أتمنى أن أرتوي من التراث المغربي الأصيل”. وفي رسالة مؤثرة لمحبيه قال الفنان اللبناني “يا أهلي في المغرب سوف أضمكم إلى صدري وأهتف باسمكم، لأنني شبيه بالطفل الكبير الذي ينادي أمه وهو سعيد بترديد كلمة أماه… لكل واحد منكم أصدقائي وعشقي لكم يشبه أغنياتي”.
لم تكن هذه الكلمة الرقيقة لمارسيل خليفة عن المغرب اعتباطية فهو بالفعل استقر في المغرب متنقلا بين كل مدنه وجباله، حاضرا في العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تنظم هنا وهناك. وأضاف “أنا مؤمن بتعدد الثقافات واللهجات في المغرب، وشاركت في العديد من الحفلات في مختلف المدن المغربية وأحب أن أتعلم من ذلك التنوع التراثي العريق”.
والتراث مهم والمغرب غني بالتراث ومتنوع، يقول مارسيل في زياراته “ليتني مغربي لأعيش هنا فأكون غنيا موسيقيا”.
ونظم المعهد الأكاديمي للفنون مؤخرا حلقة نقاش استضافتها أكاديمية المملكة، حول أسئلة الموسيقى في حاضر المنطقة والعالم، الفنان والموسيقار مارسيل خليفة، تحت شعار “ما زال بمقدورنا الحلم بالموسيقى”. وحضر عدد من الأسماء البحثية والأصوات الموسيقية المغربية، التي عبرت عن آرائها في تاريخ وواقع الموسيقى، وتلقّيها، والتربية الموسيقية، وآفاق توثيق الإبداعات المغربية وتنميتها.
وعبر مارسيل خليفة خلال مشاركته في الندوة، عن إعجابه الكبير بالموسيقى التراثية المغربية، مشيرا إلى أنه يحاول الاستفادة من تجارب وتنوع المغرب الثقافي.
وصرح مارسيل أنه تمنى يوما أن يكون مغربيا ليكتب عن الموسيقى من التراث المغربي، مؤكدا على أنه سيفعل ذلك يوما ما.
وتناول مارسيل خليفة في محاضرته جملة من الأسئلة التي تحيط بالموسيقى في سياق عالم متوتر، وتهديدات متنامية للحياة، والذوق، والحرية، والإبداع. وتوقف، بالأساس، عند ممكنات تعبئة ما يوفره العمل الموسيقي من وسائل لخلق آفاق لصيانة الإنسانيّ في الإنسان، وما يتيحه من فرص للحلم والأمل. وقال “قضية الموسيقى هي قضية الإنسان، بكل ما في ذلك من تعقيد في السلوك والتفكير والشعور والبواعث والأهداف والعلاقات”، ودعا إلى “أن نكتب الموسيقى لإنقاذ العالَم”، و”في زمن عربي غارق بأمواج اللجوء، وصارت فيه الغربة عنوانا في الوطن العربي”، يقول مارسيل خليفة أنه “ما زال هناك متسع للموسيقى في هذا الزمن الصعب” فـ”مخاض الكتابة الموسيقية فعل مقاومة”.
يُذكر أن مارسيل خليفة اختار الاستقرار في المغرب في سن 64 بمدينة طنجة، بعد أن كان يعيش في العاصمة الفرنسية باريس، نظرا للعلاقة الخاصة التي تربطه بالمملكة.
موسيقى مارسيل عالم آخر فالمستمع يستطيع تحديد مصدر رأيه متسلحا بالتجربة المقارنة التي كونها على اثر عمليات سماع متتابعة، هذا إذا اعتمد على علم الموسيقى، إضافة إلى ذلك أن الناقد عليه في الوقت نفسه أن يتفهم شخصية الفنان الإنسان المبدع الذي يجدد من أجل أن يعتلي في أرواح مستمعيه. فالناقد الكوني والإنساني بمفاهيمه الشاملة يمكن لرؤيته أن تحدد فلسفة اللحن والصوت الذي يسافر بالمستمع إلى مجرات كونية بروحانيته تلك يمكن له وفي سفيرته هذه أن يتلمس معاني الجمال في الأفاق والأنفس.